كتاب وشعراء

بين دمشق و قلمي ………. شعر // تسنيم حومد سلطان

بين دمشق.. وقلمي
فكرةٌ مغتصبة
تمزّق قميص الأنظمة
تفتحُ من الكابوسِ
فُرجةَ أصبعين
لعلَّ بارقةً تُطلُّ
بلقمةِ الأطفال
تُثبتَ للعالم
أن لا شيء من هذا الدمار
ينتمي لها
فكل المشاهد توحي بالغربة
والمتفرجون
جوعى على قارعة الطريق ..

تقول دمشق :
أنا رقمٌ
يُمسّدُ جلده
خلفَ المتاريس
وصرخةُ امرأة
أتقنت عن ظهر قلبٍ
أسطورة الرصاص
غسلتُ جراحي على
مشاعرٍ من صخر
لأصطاد أولادي من
غفلتهم
وأهديهم بدل النجمة
صحوتين ..

لم تزل نِشارة الحرب
محشوةً في شوارعي
تخنق جثة
الضمير المقطوع
تُسقط قوتي
أمام حضور جنائز العزاء ..

حقاً ..
لا أذكر القسوة التي أحببت
بها أبنائي
فذاكرتي أضحت تَنُزُّ مآتماً
لأرواح الشهداء
ولربما..
أربح من تجارة الموت
فأبيع الخوف وأشتريه
بدلاً من رغيف خبز ..

يقول مهاجرٌ :
الوطنُ كذبةٌ بيضاء
يجمعُ مدائِحه
من أرخص اللغات
مذاقاً
فقدَ إحدى يديه
في المعركة
سنواتٌ مرّت على
هجره.. ولم ينبت

تُطلُّ أصابِعه
كوجوهٍ تصلحُ
لحضور حفلة تنكرية
فتجعلُ البيوت تمشي
بسكانها
تدور.. تدور
كعجلة بين أرجلِ
مهرجٍ غضبان
لتقع على راحة يدِ
زورقٍ يحترق ..

وأنا ..
رغمَ بعدي
وقربي
لازلتُ أخجل
من تسمياتِ
رموزيَ الوطنية
بأسمائها
أخجل من البوح
بالعزف على
وتر اليسار
أخجل
وأخجل
خشيةَ أن يقذفوني
بمرمى الجاهلية
وردة في كُتب التاريخ
أو أغدوا
قصيدةً منسيةً
على رفِّ الانتفاضة ..

يقولون :
إلى أين تمضي دمشق ؟
إلى أينَ تمضي دمشق ؟
وكل العواصم
موشومة بالضجيج
تجمعُ فرحها
في حقيبةٍ مثقوبة
تُسعفُ الحزنَ
من شهوته
لينام على صدرها
وينهمر ..
ويكون وليدها الوحيد المدلل… ?

Sanooma H Ssultan

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى