منوعات ومجتمع

هنــــــا وفيــــــــق تكتب : الوفرة والندرة !

 فى امثالنا الشعبية يقولون (متربى على طبلية ابوه  …. ويقولون يشم ضهر ايده يشبع ) وكلاهما يدل على
ان من تربى فى بيت كرم وسعة وتشبع وامتلأ جوفه من خير اهله لا يشتهى شيئاً وبالمعنى
العامى عينه شبعانة .. وتلازم هذه الشخصية طوال عمرها صفة الكرم والإستغناء عن اى شىء
ليس من حقه .. لا ينظر لآخر .. لا يحسد .. لا ينتظر عطاء بل هو دائماً السباق الى البذل
والعطاء … يؤمن ان هناك فرص وخير في هذه الدنيا تكفي للجميع .. كما انك لا تحتاج
ان  تخسر أحد او تؤذي احد حتى تكسب انت .. فهناك
خير يكفي للجميع .وهذا العقلية التى تفكر فى العطاء دائماً تسمى (عقلية الوفرة.abandon mentality
) …يرى بعين المتفائل ان
هناك العديد من الفرص والعطايا والمنح يسأل الله الرزق الوفير والبركة للجميع  .. كما انه يمتلك من الإيثار الكثير ويفضل الجميع
على نفسه  …تجده هادئ مطمئن…  لا تهدده نجاحات الآخرين بالعكس يطري على نجاحاتهم
ويثني عليهم ..  يشارك الناس تجاربه ومعرفته
ومعلوماته وأصدقائه ومن يمتلكون هذه العقلية تجدهم فى مجتمعنا بجوارك وقد تكون انت
نفسك  تمتلك هذا النوع من الشخصية الخيرة المعطاءة
المحبة للخير للجميع

ومن
يفكر بعقلية الوفرة فهو يرى أن الفرص كثيرة وموزعة بالتساوي والعدل بين جميع البشر
ويركز على الموجود بالشكر والاستثمار فيظهر له المفقود ..

إن من
يفكر بعقلية الوفرة تجد الحياة والعمل معه متعة وطمأنينة فهو يسعى لمنفعة الجميع
..

 ولم تترك امثالنا الشعبية حالة الا ورصدتها رصداً
واقعياً لاتحتاج الى دليل لإثبات صحته وتقول (اللي ما يشبع من بيته ما يشبع من بيت
الجيران …  إذا كان الأكل زيتون الشبع من
فين رايح يكون )  وهنا تأخذنا الى الشخصية المعاكسة
.. الى شخصية غير مرغوب فيها .. الشح والبخل عنوانها اعاذنا الله .. العين الحاسدة
.. الحاقدة لكل من حولها .. الإحساس دائماً بالنقص مهما الله اعطاها من منح  الشكوى تلازمها ولا تفترق .. وهذا ما يسمى  (عقلية الندرة.scarcity mentality
)

عقلية
الندرة والشح :هو أن تؤمن ان الخير والفرص محدودة (لقمة واحدة إما أن تأكلها انت او
يأتي احد غيرك يأكلها ) لازم يكون هناك واحد خسران .. الحياة كلها صراع وتنافس . الذين
يفكرون بعقلية بالندرة يخافون ان ينجح الآخرون 
… كما يخافون ان يمدحوا الآخرين ..لا يشارك معلومات ولا معرفة لإنه يظن ان
غيره اذا نجح فهو خسر ..يخاف ان يعلم الناس كيف نجح وكيف تطور يعني يخاف الناس تأخذ
مكانه .. صاحب الندرة تجده يسعى لصالح نفسه وحسب ، إنه أناني الطباع بخيل العواطف والعطايا
..

وكثيرا
ما تتصارع الندرة والوفرة فى دواخلنا وكل حسب ما يبذله من حب او كره .. كرم ام بخل
تتغلب عليه الحالة من يمتلك الخير واالعطاء والكرم يتغلب خيره على شره اما من الحاقد
البخيل فليس له الا شر فعله ..

وعلينا ان نبحث داخل أنفسنا بحثاً عميقاً _ يتجاوز
النصوص ويتجاوز التوجهات والسلوكيات التي تعلمناها – حتى تصبح فلسفة المكسب
…  المكاسب الحقيقية وكل المبادئ القويمة
الأخرى جزءاً من حياتنا.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى