ثقافة وفنون

أشرف الريس يكتُب عن: ذكرى رحيل رشدى أباظة

هو ‘‘ دنجوان السِّينِما الْمِصْرِيَّة ‘‘ و ‘‘ إِيقُونَة الرُّجُولَة المُفعمة ‘‘ و ‘‘ خاطِف قُلوب النِّساء ‘‘ الفَنَّان الْكَبِير و الْقَدِير ” رشدى سَعِيد بغدادى ” الشَّهِير برشدى أباظة ” فِى ايديك قُوَّة تُهَدّ جِبال و عَلَيْك صَبَر و طُولُه بال و عنيك حلْوَة ” هَكَذَا غَنَّت لَه الفنانة شادِيَة فى فِيلْم الزَّوْجَة رُقِم 13 و غَرَّدَت لَه الشّحرورة صَبَاح رائِعَة ” عاشقة و غلبانة و النبى ” أَنَّه دنجوان السِّينِما الْمِصْرِيَّة الرائِع رشدى أباظة الَّذِى عُرِفَ بشّخصيتِه الْقَوِيَّة و المُستقلة عِلَاوَةً عَلَى تمتُعِه بكاريزما لَن تَتَكَرَّر وَ هَذا ما أَهْلِهِ إلَى لَعِب العَدِيدِ مِنَ الْأَدْوَار الَّتِى لَعِب فِيها دُور الشَّخْصِيَّة الْقَوِيَّة السَّاحِرَة و الخاطِفة لِقُلُوب النِّساء و قَد اسْتَطاع عَنْ جَدارَةٍ لَقَبٌ « دونجوان السِّينِما الْمِصْرِيَّة » بَعْدَما كانَ لَهُ مِنْ الوسامة و قُوَّة الْبِنْيَة نصيبّاً وافراً مَا جَعَلَهُ مَعشوقّاً للجَميلات فِى مِصْر و خارِجَها و فَتًى أَحْلَام المُراهقات و السَّيِّدات أيضّاً ! حَتَّى كِتابَةِ هَذِهِ السُطور و سيظل كذلك إلى يوم يُبعثون .. وَلَد أباظة فِى 27 / 8 / 1929م لِأُمّ إيطالية و أَب مصرى يَنْحَدِرُ مِنْ الْأَسِرَّة الأباظية الْمِصْرِيَّة الْمَعْروفَة و الشَّائِع عَنْها أَنَّها ذاتُ أُصُول شَركسية و هُناك رأَى آخَرَ حَيْثُ يَنْسبُها الْبَعْض لقبيلة الْعائِدِ مِنْ غَطَفَانَ الْيَمَنِ مِنْ قَبِيلَةٍ جُذام القَحطانية الْيَمَنِيَّة و قَد اكْتَسَبَت عَائِلَة أباظة هَذَا اللَّقَبَ مِنْ جِنْسِيَّةٍ أَمَّهُم ” زَوْجَة الشَّيْخ الْعائِد ” الَّتِى كانَتْ مِنْ إقْلِيمٍ أباظيا و لقد حصُل أباظة عَلَى الشَّهادَةِ الِابْتِدَائِيَّة مِنْ الْمَدْرَسَةِ المارونية بِالظَّاهِر و هِى الْمَدْرَسَة ذَاتِهَا الَّتِى تَخْرّجَ فِيها موسيقار الأزمان ‘‘ فَرِيد الأَطْرَش ‘‘ و شَقِيقَتُه المُطربة ‘‘ أسمهان ‘‘ كما حصُل عَلَى التّوجيهية مِنْ مَدْرَسَةِ سان مارْك بِالْإِسْكَنْدَرِيَّة و لَكِنَّه فَجْأَة قَرَّر تَرَك الدِّراسَة و اِتَّجَهَ إِلَى إنْشاءِ مَتْجَراً لِقَطْع غِيار السَّيَّارات ! و لَكِن الْمَشْرُوع فَشَلٌ فَعاد و اسْتَكْمل دِرَاسَتِه التّوجيهية و بَعْد حُصوله عَلَيْها الْتَحَق بِكُلِّيَّة الطَّيَران لَكِنَّهُ لَمْ يَحْتَمِلْ حَياة العَسْكَرِيَّة الصّعية فَانْتَقَل بَعْد 3 سَنَوات إلَى كُلِّيَّةِ التِّجارَة الَّتِى لَمْ يَسْتَمِرَّ فِيهَا طويلاً هى الأخرى بعدما تَرَكَها لِشِدَّة مُشاغباته مَع أساتِذته و مُعاكساته الْمَلْحوظَة للطالبات ! .. يُذكر أن كَان أباظة يَعْشَق لَعِبُه البلياردو و هِى اللُّعْبَة الَّتِى كانَتْ سَبَبّاً فِى دُخولِهِ السِّينِما عِنْدَما شاهِدِه المُخرج ” كَمال بَرَكات ” عَام 1948م فِى صالَة البلياردو و عَرَِضَ عَلَيْهِ الْعَمَل بالسينما لِأَنَّهُ كَانَ وَسِيماً لِدَرَجَة كَبِيرَةٍ علاوة أيضّاً لقوام جِسمه المّمشوق نظراً لمُمارسَته لكُرَة الطَّائِرَة و كَمَال الْأَجْسَام و لَمْ تَكُنْ مَشارِيع أباظة تُتَوَقَّع لَهُ أَنَّهُ سيصبح مُمثلاً فِى يَوْمٍ مِنْ الْأَيَّامِ لَكِنَّها الْمَوْهِبَة و الْقَدْر اللَّذان سَاقَاه لِهَذا الْمَجال بَعْد تَعَدَّد مَرَّات تَرَدُّدِهِ عَلَى استيديو مِصْر حَيْث نالَ إعْجابَ العَدِيدِ مِنَ المُخرجين فَعَرَضُوا عَلَيْهِ الْعَمَلُ فِى السِّينِما فَوافَقَ عَلَى الْفَوْرِ و كانَ أَوَّل أَعْمالِه فِيلْم ” المليونيرة الصَّغِيرَة ” عام 1949م أَمامَ سَيِّدِهِ الشَّاشَة الْعَرَبِيَّة فاتِن حَمامَةٌ و غَيْرِها مِنْ الْأَعْمالِ ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْ ذَلِكَ إلَى أُمُورٍ أُخْرَى إلَّا أَنَّهُ عَادَ و مِثْل أدوارا صَغِيرَة فِى أَفْلاَم ” دَلِيلُه ” و ” رَدّ قَلْبِى ” و ” مَوْعِد غَرام ” و ” جعلونى مُجرمّاً ” و غَيْرِها مِنْ الْأَعْمَالِ مِنْهَا فِيلْم ” الشَّيَاطِين الثَّلَاثَة ” الَّذِى شَارَكَه فِى بُطولته الفَنَّانِين أَحْمَد رمزى و حَسَنٌ يوسُف و برلنتى عَبْدِ الْحَمِيدِ و لَعَلَّ هَذَا الْعَمَلِ مِنْ أَجْمَلِ أَعْمَال رشدى أباظة و قَدْ اسْتَرَدَّ أباظة بَعْدَ ذَلِكَ نُجوميته فِى فِيلْم ” امْرأَةً عَلَى الطَّرِيقِ ” عَام 1958م مَع شُكرى سِرْحان و زَكَّى رُسْتُم و هُدًى سُلْطَان و الَّذِى أَخْرَجَه الرَّاحِل عِزُّ الدِّينِ ذُو الْفَقارِ ثُمَّ قَدِمَ بَعْدَ ذَلِكَ أفلاماً ذَاتَ قِيمَةٍ عَالِيَة و هِى ” جَمِيلَة ” عَن الْبَطَلَة الْجَزَائِرِيَّة ” جميلة بو حَيرّد ” و ” و إسلماه ” و ” فِى بَيْتِنا رَجُل ” و ” الطَّرِيق ” و ” لَا وَقْتَ لِلْحُبّ ” و ” الشَّيَاطِين الثَّلَاثَة ” و ” الزَّوْجَة 13 ” و ” الرَّجُل الثَّانِى ” و ” السَّاحِرَة الصَّغِيرَة ” و ” صَغِيرَةً عَلَى الْحُبِّ ” و ” صِراع فِى النِّيل ” و ” عَرُوسٌ النِّيل ” و ” شيئ فِى صَدْرِى ” و ” وَراء الشَّمْس ” و ” أُرِيد حلاً ” و ” غُرُوبٍ وَ شُرُوق ” و ” حكايتى مَعَ الزَّمانِ ” و وَصَلَت أَعْمَالِه السينمائية لحوالى 150 فيلماً آخَر .. يُذكر كذلك أن أباظة كان يُجِيد خَمْس لُغَاتٍ غَيْرِ الْعَرَبِيَّةِ و هى الإنْجلِيزِيَّة و الْفَرَنْسِيَّة و الإيطالية و الألمانية و الأسبانية ماجَعَلَهُ مُرشحّاً للسينما العالَمِيَّة و كَانَ مِنْ المُمكن أَنْ يَسْبِقَ عُمَر الشَّرِيفُ إلَى هُولِيوُود و يَغْزو السِّينِما العَالَمِيَّة لَوْلَا أَنَّهُ أَضاع كُلُّ هَذِهِ الْفُرَصِ بِسَبَب حُبِه للسهر و الْكَسَل و اللامُبالاة و إدمانه لِشرابِ الخُمور بِشَراهَة ! و ذلك عِنْدَما قَدّم دُور دُوبلِير لِلنَّجْم رُوبِرْت تايْلُور فِى فِيلْم « وأَدَّى الْمُلُوك » حيثُ وَقَعَت بطلة الفِيلْم ” إليانور بارْكِر ” فِى غرامِه فقَدَّمَتْ لَهُ دَعْوَة لِزِيَارَة هُولِيوُود و هُو الحُلم الَّذِى كَانَ يراوده دائماً بحثّاً عَن النُّجُومِيَّة العالَمِيَّة حَيْث تُعَرِّفَ عَلَى المُخرج الإيطالى ” جومزيدوا ألسنديين ” الَّذِى تُصادَف وُجودَهُ مَعَهُ فِى إِحْدَى حَفْلاَت الْجَالِيَة الإيطالية و عُرِضَ عَلَيْهِ إِسْناد بُِطولِه سينمائية ثُم عاد أباظة بَعْدَ ذلِكَ إلَى مِصْرَ و وَقّعَ عَلَى بُِطُولِه فِيلْم « أَمِينَة » مُقابل أَجْر 500 جُنَيْه و هوَ أَجْرُ يُمثل 3 أَضْعَاف الْأَجْر الَّذِى تَقَاضاه فِى فيلمه الْأَوَّلِ ثُمَّ رَشْحِه المُخرج ولىّ الدِّين سامَح لِدُور فِى فِيلْم « ذُو الْوَجْهَيْنِ » .. يُذكر أيضاً أن تَزَوَّج أباظة عِدَّة مَرَّات كَانَتْ الْأُولَى مِنْ الرَّاقصَة الْمِصْرِيَّة ” تَحِيَّة كاريوكا ” و اسْتَمَرّ زواجهُما لِمُدَّة 3 سَنَوَات ثُمَّ تَزَوَّجَ مِنْ سَيِّدِهِ أمريكية تُدْعَى « بَرْبارا » و اسْتَمَرّ الزَّوَاج أَرْبَعَة سَنَوَات و أَنْجَب مِنْهَا ابْنَتَه الوَحِيدَة ” قُسِمَت ” و بَعْدَ انْفِصَالِهِ عَنْ زَوْجَتِهِ الأَمْرِيكِيَّة تَزَوَّجَ مِنْ الرَّاقِصَة « سامِيَة جَمَال » و هِى الزيجة الْأَطْوَل فِى حَيَاتِه حَيْثُ اسْتَمَرَّ زواجهما سَبْعَةَ عَشَرَ عاماً و تَزَوَّج خِلَال هَذِهِ الْفَتْرَةِ مِن الفنانة اللُّبْنانِيَّة « صَبَاح » و لَمْ يَدُمْ زَوَاجَها شَهراً ” و قِيل أسبوعاً أَوْ أَقَلَّ ” ! و تَمّ الطَّلَاق و كَانَت سامِيَة جَمال وَقْتِها لَا تَزالُ عَلَى عِصْمَتِهِ إلَى أَنْ تَمَّ الطَّلَاق بَعْدهَا و اِخْتَتَم حَيَاتِهِ مَعَ ابْنِهِ عَمِّهِ « السَّيِّدَة نَبِيلَة » و لَكِنْ قَبْلَ ذلِكَ تُعْرَف أباظة عَلَى « فلورنس » رَئِيسِه فِرْقَةٌ الْبَالِيَة الَّتِى تَعْمل فِى الأوبرا و نَشأَت بَيْنَهُما قِصَّة حُب رَغِم فَرق السِّنّ بينهُما حَيْثُ كَانَتْ تَكَبُّرُه بِعدة سَنَوَات و نَشَأَت بَيْنَهُما قِصَّة حُب ثُمَّ تَقَابَلَ مَع الفنانة « كاميليا » الَّتى سُرعان ما خطفت قَلْبِه و تَنَبَّهْت فلورنس لِذَلِك الْغَزْو ! و حِين تَمّ عَرَض بُطولة فِيلْم لرُشدى مَع كاميليا طُلِبَتْ مِنْهُ فلورنس الِاعْتِذَار و لَكِنَّه رَفَض و انْتَهَت الْعَلَاقَة لتبدأ أُخْرَى مَعَ كاميليا و غَرَق حَتَّى أُذُنَيْه فِى الْغَرام الْجَدِيد رَغِم أَنَّهُ كانَ يَعْرِفُ أَنَّهَا مُرتبطة بِالْمِلْك فارُوق ! و أَن الْأَخِيرِ لَا يُرَحِّب بارتباط كاميليا بِأَىّ مَخْلُوقٌ غَيْرُهُ وَ جاءَ مِنْ يَقُولُ لَهُ « أَبْعِدْ عَنْ كاميليا حِرصاً عَلَى حَياتِك » لَكِنَهُ لَمْ يُسْتَجَب و قَالَ الْمَلَكُ لكاميليا أَنَّه سَيُقْتَل رشدى و عِنْدَما نُقِلَت كاميليا إلَيْهِ تِلْكَ الرِّسالَةِ رَدَّ عَلَيْها قائلاً « يَعْمَل اللى يَقْدِرُ عَلَيْهِ ,, مش ناقص غير العِرة ابن نازلى ده إللى يهددنى ! ,, يبقى يروح يُحكُم على أمه الأولى و بعدين يتْشطر على الناس » و عِنْدَما قَرَّر الْمَلِك تَنْفِيذ تَهْدِيدِه قِيلَ لَهُ أَنْ عَلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ حِسابّاً لأسرة الأباظية لِأَنَّها لَن تصمُت عَلَى قَتْلِ واحدٍ مِن أبنائها ما جَعَلَهُ يُسلِط عليه صُناع السينما و كَانَ ذَلِكَ كافياً لابتعاد المُخرجين و الْمُنْتَجَيْن عَن اباظة لِفَتْرَة مِنْ الزَّمَنِ ثُم مَاتَت كاميليا مُحترقة فِى حَادِثٌ سُقوط طَائِرَة بَيْنَما كانَ هُوَ وَقْتُها مُتواجِداً فِى إِيطالِيا و حين عَلِم بِالْخَبَرِ مِنْ الصُحف الْمِصْرِيَّة أُصِيب بانهيارٍ عَصبى و ظِلّ يَشْرَبَ بِلَا وَعَى حَتَّى أَشْرَفَ عَلَى الْمَوْتِ وَ تَمّ نَقَلِهُ إلَى الْمُسْتَشْفَى و فِى تِلْكَ الْأَثْناء ظَهَرَت تَحِيَّة كاريوكا لِزِيَارَتِه لِلتَّخْفِيف عَنْهُ مِنْ آثَارِ ذَلِكَ الْحادِث الَّذِى أَوْدَى بِحَيَاة كاميليا لتنشأ قِصَّة حُب أُخْرَى كَانَتْ أَكْثَرَ عُنْفاً و أَصْبَح أباظة زبوناً دَائِماً فِى الملاهى الَّتِى تَرْقُص فِيهَا و ذَاتَ لَيْلَةٍ قَالَ لَهَا دُونَ مُقّدمات « تتجوزينى يَا تَحِيَّة » فَنَظَرْت إلَيْهِ نَظْرَةً فاحِصة ثُمَّ قَالَتْ لَهُ « قُوَى قُوَى .. و هِيه دى حَاجَة مُحْتاجَةٌ تَفْكير برضة ؟! » و تَمّ الزَّواج فِى دِيسَمْبِر 1950م لَكِنَّ هَذا الزَّوَاج لَمْ يَدُمْ طويلاً بِسَبَب عَصَبِيَّة كُلٍّ مِنْهُما الشَّدِيدَة و غَيْرِه تَحِيَّة الَّتِى لَمْ يَكُنْ لَهَا حُدود لِدَرَجَة أَنَّهَا اتَّهَمْته بِعِلَاقَة حُب لَهُ مَعَ قَرِيبَة لَهَا ! و حَاول أباظة عبثاً إقناعها بِعَدَمِ صِحَّةِ هَذَا الاتِّهَام لَكِنْ دُونَ جَدْوَى فَقَرَّر أَنْ يَتْرُكَ لَهَا مَنْزِلٌ الزَّوْجِيَّة و تَوَجَّهَ إلَى أَسْيُوط حَيْث عَاش مَع قَرِيبٌ لَه فَتْرَة لَيْسَت بالقصيرة و انْقَطَعَت خِلَالِها صِلَتِه بالفن و السِّينِما و بَعْدَ طُولِ تَرَدَّد أَرْسَل أباظة وَرَقَة طَلَاقُه لِتَحِيَّة مِن أَسْيُوط و كَتَب فِى الْوَرَقَة خَمْسُ كَلِمَاتٍ فَقَط « تَحِيَّة .. أَنْتِ طَالِقٌ .. رُشدى أباظة » و دَخَلَ بَعْدَ هَذَا الْقَرار الصَّعْب دَوَامَه الْهَرَبِ مِنْ حَياتِهِ الخَاصَّةِ و الفَنِّيَّة و طَالَ هَذَا الْهُرُوب إلَى أَنْ الْتَقَى بالحَسناء الأَمْرِيكِيَّة « بَرْبارا » و كَانَتْ زَوْجَةً لِصَدِيقِه « بَوَّب عَزّام » شَقِيق المُطربة « داليدا » و لَكِن لِأَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ خِيانَة الْأَصْدِقَاء فَطَلَب مِنْهَا أَنَّ تحصُل عَلَى الطَّلَاقِ لكى يَتَزَوَّجَهَا و عِنْدَمَا نَجَحْت فِى تَحْقِيقِ مَا طَلَبَهُ مِنْهَا تَزَوَّجَهَا دُونَ تَرَدُّدٍ و أَنْجَبَت لَه وحيدته « قُسِمَت » و كَانَ أَكْثَرَ مَا لَفَتَ انْتِباهَهُ لَهَا هُوَ عَشِقَها لِحَياتِه الفَنِّيَّة و الْعَامَّةِ وَ تّقديسها لَهَا وَ هُو مَالَم يشعُر بِهِ مَعَ زَوْجَاتِه الآخريات ! و فِى هَذِهِ الْفَتْرَةِ قَدِم أَجْمَل أَعْمَالِه حَيْثُ كَانَ يَعْمَلُ بِكُلّ طَاقَتِه و لَا يَرْفُض أَىّ فِيلْم حَتَّى يُوَفِّر لِزَوْجَتِه و ابْنَتَه مُستوى مَعِيشَة لائقّاً و مُستقبلاً مَضموناً إلَّا أَنْ هَذَا التَوّهج الفنى لَمْ يَسْتَمِرَّ و اِرْتَبَط خموده بانهيار حَيَاتِه الأسرية مَعَ زَوْجَتِهِ و انْفَصَلَا بَعْدَ أَنْ بَدَأَ يُعَاوِد مَسِيرَة الْهُبُوط ” مِنْ وَجْهِهِ نظرى ” بِظُهُور سَامِيَة جَمَال فِى حَياتِه عَام 1959م حَيْثُ كانَ يَعْمَلُ فِى فِيلْم « الرَّجُل الثَّانِى » أَمَامَهَا و حَضَرَت زَوْجَتِه كَى تُشاهَد زَوْجِهَا و هُو يُمثل فتكونت لَدَيْهَا فَكَرِه وُجُود صِلَة بَيْنَه و بَيْن سَامِيَة جَمال و لَاحَظ أباظة بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ زَوْجَتَهُ تَهْتَمّ بِأَحَد أَصْدِقائِه رَغِم أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَشْعُرُ بِتَغَيُّر مِنْ نَاحِيَتِهَا و شَعْرٌ أَنَّ هَذَا الصِّدِّيق يبادلها نَفْس الْمَشَاعِر و حَتَّى لايشرب مِنْ ذات الكَأْس الَّتِى شَرِبَ مِنْها صَدِيقِه بَوَّب عَزّام طَلَّق بَرْبارا بِهُدُوء لَكِنَّه اشْتَرَط الاحْتِفَاظ بِابْنَتِه قُسِمَت و بَعْدَ ذَلِكَ ذَهَبَ إلَى صَدِيقِهِ و قَالَ لَهُ أَنَّهُ أَفْسَحُ لَه الْمَجال كَى يَتَزَوَّجَها و هُو ماحدث بِالْفِعْلِ إلَّا أَنْ بَرْبارا لَم تَسْكُت و أَقَامَت ضِدِّه دَعْوَى للمُطالبة بحَضانَة ابْنَتِهَا و رَغِم كُلّ ماسبق فَإِن شَقاوَة أباظة لَمْ تَتَوَقَّفْ فَفِى عَام 1967م أَثْنَاء وُجُودِه فِى بَيْرُوت و فى سَهَرَه جَمعته مَع المُطربة صَباح طلِبَ مِنْها أَنَّ تُشاركه الرَّقْص فرقصا مَعًا و أَخَذَ كُلُّ الحَاضِرِينَ يُصَفِّقون لَهُما بِقُوَّة و بَعْدَ أَنْ انْتَهَيا مِن الرَّقْص عَاد أباظة إِلىَ الْمائِدَةِ و كَان مخموراً و إذا بِأَحَد أَصْدِقائِه يَهْمِس فِى إذْنِه « هَل تُحِبّ صَبَاح ؟ » فَرَدَّ عَلَيْهِ « و مِنَ الَّذِى لاَ يُحِبُّ صَبَاح » فَنَظَرْت لتشكره و عَاد الصديق لَيَقُولُ لَهُ « و لِمَاذَا لاتتزوجها ؟ » فَرْد أباظة لأننى زَوْج سَامِيَة جَمال » فَقَالَ لَهُ الصِّدِّيق « صَباح لبيروت و سَامِيَة للقاهرة ,, شَقْرَاء للأرز و سَمْراء للنيل و الشَّرْع يُعْطِيك الْحَقِّ وَ أَنْتَ قَادِرٌ عَلَى الْعَدْلِ بَيْنَهُما » فَمَال أباظة إلَى الْفِكْرَةِ و بِالْفِعْل تَزَوَّجا و لَكِن طُلِبَ مِنْها أَنَّ يَظَلّ زواجهما سِراً حَتَّى يُخبر سامِيَة بِنَفْسِهِ لَكِنْ صَبَاح أَصَرَّتْ عَلَى الطَّلَاقِ بَعْدَ نَشَر الْخَبَر و لَمْ تَسْتَطِعْ سَامِيَة أَن تَسْتَمِرّ مَعَهُ بِسَبَبٍ مُغامراته الْكَثِيرَة فأصرت عَلَى طَلَبِ الطَّلَاقِ و حَصَلَت عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ زَوَّجَ أباظة ابْنَتَه قُسِمَت ثُمّ فاجأنا أباظة بزيجة عَقْلانِيَّة جداً عَلَى غَيْرِ عادَتِهِ مِنْ ابْنِهِ عَمِّهِ المُستشار « سُليمان اباظة » و هِى نَبِيلَة اباظة و كَان زواجّاً تقليديّاً لترعاه ابْنَةِ عَمِّهِ الوفية أَثْناء رَحْلِه مَرَضِهِ الْأَخِير و بَدأَت أَعْرَاض الْمَرَض تَظْهَرُ عَلَى أباظة الَّذِى آكَد لَهُ الْأَطِبَّاءُ أَنَّهُ يُعانى مِن السَّرَطَان و سَتَكُون نِهَايَتِه قَرِيبَة و مِنْ فَوْقِ سَرِير الْمَرَض أَنْهَى أباظة زَوَاجُه الْأَخِيرِ مِنْ ابْنِهِ عَمِّهِ و قَرَّرَ أَنَّ يُطلقها ! و بَرَّر ذَلِك لفِكرى شَقِيقَةٌ فَقَالَ لَهُ « لَقَد عِشْت طِوَال حياتى حُراً و أُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ حُراً أيضاً بَعْدَمَا تأَكَّدَت أَنَّ النِّساءَ هُن أَسْوأ شيئ فِى هَذِهِ الْحَياةَ » ! .. يُذكر أخيراً أن آخِرُ فِيلْم أَنْهَى تَصْوِيرُه أباظة قَبْلَ وَفَاتِهِ هُو فِيلْم ” سأعود بِلَا دُمُوع ” ثُمّ اشْتَرَك بَعْدَه فِى فِيلْم ” الْأَقْوِياء ” و هُوَ آخِرُ أَعْمَالِه الَّتِى لَم تُسْتّكمل بَعْض مُشَاهِدَها بِسَبَب وَفَاتِه أَثْنَاء التَّصْوِير و أَكْمَلُهَا بدلاً مِنْه الفَنَّان ” صَلَاح نظمى ” و قَد صَعِدَت رَوْحٌ أباظة فِى 27 / 7 / 1980م عَن عُمرٍ يُناهِز ثَلَاثَةً وَ خَمْسُون عاماً فَقَط ! بَعْد مُعاناةٍ شَدِيدَة و مَرِيرَة مَع مَرَض سَرَطان المُخ بِالْإِضافَة لإصابته بتليُف شَدِيدٌ فِى الْكَبِد نَتَجَ عَنِ إدمانه الشَّدِيد فِى تَناول الكُحوليات بِكَافَّة أَنْوَاعِها ! و قَدْ أَوْصَى بِأَنْ يُدفن فِى مَقابِر نَزَّلَه السَمان و لَيْسَ فِى مَقْبَرَة عائِلَتِه كَى يَذْهَب جُمهوره إلَيْها دائماً بِسُهُولَة و يَتَرَحّمُ عَلَيْهِ .. رَحِمَ اللَّهُ رشدى أباظة و تَجاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ و أَسْكَنَهُ فَسيحَ جَنَّاتِهِ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى