كتاب وشعراء

رجلٌ من العصر الفكتوري…بقلم حياة جبريل/موريتانيا

لم أحلم برجل عادي جدا
أردت رجلا فخما من العصر الفكتوري، يتفحصني بعمق ويحفظ ملامحي جيدا
رجلا لا تزعجه طفولتي يلاحظ أدق تفاصيلي ويعرف موقع كل شامة في جسدي

أردته ريفيا لا يأبه بصوت المدينة له تاريخ قديم مع الغنم وضجيح الرعاة

شاعرا يزن المفردات على مقاسي ويكتب النثر من أجلي
يخبرني أن الكاتب عجز عن وصف حالة ما وأن الشاعر أسرف في وصف حبيبته

الرجل الذي حلمت بك يكسر الدنيا غاضبا ثم يهزمه دمعي،

أردت رجلا تذبحه نظراتي ولا يتذكر لون عيني
رجلا حين أنظر إليه يدرك أني أكتب على جبينه “أحبك”

يخلع نظاراته ليبكي في حضني طفلا ثم يبتسم فجأة لأن ثمة امرأة تحارب به العالم أجمعين

ينصت لثرثرتي جدا وشكواي المستمر، قلة صبري وتذمري

أردت رجلا خرافيا لا يعرف الحدود يرسم لي حدودا أنثوية تغنيه عن نساء العالمين

يفر مني غاضبا ثم يعود لأنه لا مهرب مني إلا إلى حناني

ثم إنها أشياء بسيطة لم أرد أي منزل فخم أردته لوحده بشحوبه وشعره الغير منتظم، رجلا أتعبه الزمن والتضحية والأهل
أردت رجلا يصون أمه ويقبل جبينها يقاتل الدنيا من أجل أخوته

حلمت أيضا بأسرة مكتظة من الأجيال، بالشيب المقدس والشعر الطفولي الأسود، ورغم بساطة الحلم لم يحدث أي شيئ

الرجل الوحيد الذي أحبني كان رجلا من الطين يتلاشى في ماء انهياري، يغيب متى شاء ثم يعود وأنا المهزومة أمام نظراته المتعبة،
كل سطر كتبه لامرأة سواي كان جرحا في صفحة الروح، وإن كان تاريخا ماضيا، كان يكبرني بأعوام لم تشفع لطفولتي

كل انهياراتي وغضبي تعامل معها ببساطة،. شكوكي الصاخبة تعامل معها ببرودة الثلج وأنا أحترق

ماذا أفعل الآن والعجز يتملكني أمام رجل لم يكن على مقاسي؟

ثرثرتي السخيفة كان يتعامل معها بكلام مختصر
هواياتي مزعجة

لا أنكر أنه ضحى من أجلي كثيرا، وقدم لي ماء عينيه على طبق من الاهتمام ولكنه تعامل معي احتراقي ببرود تام

هذا مؤسف جدا في لغة الرعاة، حين يلتهم الذئب الشاة بينما يعزف الراعي غارقا في صمته وهذا ماتفعله أنت لكل الثرثرة القادمة من فمي

أي عنف هذا أدرك أنك نائم أحلام سعيدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى