لم ينسه البعد كي ينسى مغبتهُ
واستحضر الليل في منفاه دمعتهُ
ألقى على الصبح بعضا من مواعظه
عن سكرة الليل واستثنى هزيمتهُ
لم يصطحب لوحه المحفوظ ذاكرةً
او يفتح الدرج مذ اخفى قضيتهُ
إذ ارهقت فيه روحا ليس يعرفها
من ذلك الوحش؟ في قلبٍ يُربّتهُ
لا كتف ينجيه من حملِ الاسى عبثاً
ولم يكن فيه غير الخوف بيّتهُ
وسافرت فيه انواع القرى فبكى
يبني به الدمع جسرا رام قريته
من اول العمر مد الجسر مدخرا
سيل من التيه كي يكفي مؤنته
في ساعة القحط ان جفت منابعه
والقمح لبى بعمق الجوع فاقتهُ
مغادرٌ في سراب العمر خضرته
وموغلٌ في صفار اليأس زينته
لم يدخر لونه المسلوب من شفةٍ
فأفرغ العطر حين اجتاح ريته
واستُجمعت فيه اضلاع الفتى قفصا
كي يحبس العمر في معناه وَقّتهُ
يراود الحلم عن نفسٍ قضت وبه
درسٌ من الليل كان النوم نيته
لكنه طاف كابوسا على ندمٍ
مذ كانت السكرة الاولى خطيئته
لا كأس للان هل يصحو بمحنتهِ
وفتتت صحوة الموتى شكيمته
مذ جرد السيف صار الغمد خاصرةً
هل يغمد السيف كي يغدو ضحيتهُ
واستصعب الامر في موتين ثالثهم
يمضي الى الوهم كي يبقي بقيتهُ
علَّ المواعيد تأتي بعد ما عجزت
احلامه البيض ان ترضي سريرتهُ
