رؤى ومقالات

تقدير موقف : للباحث والكاتب / إيهاب شوقي

ماذا بعد فشل المفاوضات بين حماس والكيان الصهيوني
وبدء العملية العسكرية في رفح .
هل ستتوسع الحرب الدائرة  وماذا عن مواقف المجتمعات الدولية  والعربية حول مصير الشعب الفلسطيني في رفح  .

تقدير موقف  :  إيهاب شوقي  //

جريدة العربي اليوم
جمهورية مصر العربية

بداية فإن ما أشيع أنه مفاوضات يحتاج لوقفة تصحيحية، حيث شكلت هذه المفاوضات تمثيلية كبرى مخادعة من الجانب الأمريكي والصهيوني، وربما الطرف الجاد الوحيد في هذه المفاوضات هو المقاومة والتي دخلت بمطالب محددة وواضحة وغير قابلة للتلاعب والتأويل.
بينما دخل الطرف الصهيوني وراعيه الأمريكي المفاوضات لتحقيق عدة اهداف ليس منها على الإطلاق السلام ولا وقف اطلاق النار ويمكن رصدها فيما يلي:
التظاهر امام الرأي العام الداخلي الصهيوني والأمريكي، وكذلك الرأي العام العالمي بأن هناك محاولات للسلام وحماية المدنيين، وتحميل حماس ومحور المقاومة مسؤولية الفشل واستمرار العدوان.
رفع الحرج عن الانظمة الرسمية التي لا تستطيع مساندة المقاومة ولا اتخاذ مواقف عملية ناجخة لردع العدو ومواجهته، وبالتالي ظهورها بمظهر الساعي للحلول وأنها تبذل جهدا لصالح القضية وأن علاقاتها الاستراتيجية بأمريكا لها اهمية وجدوى بدليل المساعي المشتركة مع امريكا لكبح جماح العدوان.
محاولة انتزاع المكاسب من المقاومة بالتفاوض عوضا عن الفشل في انتزاعها بالقوة.
ونظرا لصمود المقاومة ميدانيا في غزة وصمود المحور واسقاطه للردع الأمريكي اقليميا في معركة الإسناد، فإن خطط امريكا والصهاينة انكشفت وانكشف عدم جديتهم بدليل مراوغتهم وتملصهم كل مرة من قضية وقف اطلاق النار واصرارهم على الوقف المؤقت لانجاز صفقة تحرير الأسرى ثم معاودة العدوان، وهو ما تفقهه المقاومة ولن تقع في فخه.
وهنا لا بد من كشف الخطط الامريكية والصهيونية في مرحلة فشل المفاوضات وبداية معركة رفح، والتي بدأت فعليا على الأرض، وأهم هذه الخطط هو تحميل  حماس مسؤولية انهيار المفاوضات وتصوير انها متعنتة بل وأن عملية استهداف موقع كرم ابو سالم كانت هي القشة التي قصمت ظهر المفاوضات.
وقد نشهد تملصا عربيا من التفاوض باعتبار ان الطرفين لايرغبان في السلام وان الاوسطاء قاموا بكل ما عليهم من واجبات وجهود وبالتالي ابراء ذممهم وترك المعركة لمصائرها الميدانية.
هنا نتوقع دعايات مضادة للمقاومة داخل الرأي العام الصهيوني والامريكي وللاسف ايضا العربي.
اما على المستوى الميداني فإن المقاومة ومحورها اعدوا العدة لهذه المعارك الكبرى وسنشهد حتما عمليات نوعية للمقاومة في غزة وتحديدا في رفح، وسنشهد مزيدا من التصعيد الاقليمي.
لا بد وان نذكر الجميع بأن هذه الجولة ليست كالجولات السابقة، لأنها جولة مفصلية وتشهد عقدة استراتيجية يتحدد عليها مستقبل القضية والمقاومة من جهة، ومستقبل الكيان والوجود الامريكي بالمنطقة من جهة اخرى، وبالتالي هي معركة صفرية لا تقبل التسويات والقسمة على اثنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى