كتاب وشعراء

هَوى الْأَوطانِ يُنْشِدُهُ الْكِيانُ .. بقلم : لطيفة تقني

*هَوى الْأَوطانِ يُنْشِدُهُ الْكِيانُ *
**************************

أَطَلَّّ الْحُبُّ مِنْ عَيْني فَقالوا
مُتَيَّمَةٌ … وذاكَ هَوًى يُدانُ

لَقَدْ عَلِموا بِأَنَّ الْعَيْنَ فيها
كَلامٌ… قَدْ يُخَبِّئُهُ اللِّسانُ

وما عَلِموا بِأَنَّ الْحُبَّ خَيْرٌ
هَوى الْأَوْطانِ يُنْشِدُهُ الْكِيانُ

فَلي في الْقَلْبِ أَوْطانٌ تَسامَتْ
وما يَمْحو أَماكِنَها الزَّمانُ

فَهَذا الْمَغْرِبُ الْأَسْمى شُموخٌ
وَفيهِ الْحُبُّ… يَذْكُرُهُ الْمَكانُ

جِبالٌ… تَرْفَعُ الرّاياتِ فَخْرًا
وصَحْراءٌ حَكى عَنْها الْبَيانُ

ولي في تونُسَ الْخَضْراءِ عِشْقٌ
حُقولُ السِّحْرِ يَعْشَقُها الْعِيانُ

لَنا في ليبِيا….. عَزْمٌ جَلِيٌّ
بِأَعْيُنِ مَنْ لَهُمْ عِلْمٌ وشانُ

وأَمّا مِصْرُ… آهٍ كَمْ هَواها…
يُرَدِّدُهُ اللِّسانُ كَما الْجَنانُ !

فُؤادٌ في الْجَزائِرِ رَغْمَ بُعْدٍ
بِهِ إِخْوانُنا… جُزْءٌ… مُبانُ

وأَرْضُ الْوَحْيِ والْأَنْوارِ فاحَتْ
بِعِطْرِ الذِّكْرِ يَكْسوها الْأَمانُ

سَمَتْ أَرْضُ الْحِجازِ ونِعْمَ أَرْضٌ
بِها الدّينُ الْحَنيفُ هَوًى مُصانُ

بِها الْكَرَمُ النَّبيلُ يَقولُ أَقْبِلْ
رِياضُ الْخَيْرِ تَذْكُرُها الْجِفانُ

وفي السّودانِ شَعْبٌ ذو أُصولٍ
وأَخْلاقٍ…….. يُمَجِّدُها الزَّمانُ

ولُبْنانُ الْجَميلَةُ…. أَذْهَلَتْني
بِتاريخٍ… يُعانِقُهُ… الْعَنانُ

يَظَلُّ الْقَلْبُ مِنّي في كَلامٍ
فَيَزْدادُ الْهَوى… يَشْدو الْبَيانُ

وأُرْدُنُنا لَهُ مَجْدٌ تَليدٌ
وعَنْ عُمَّانَ كَمْ يَحْلو اللِّسانُ!

فَعِزَّةُ نَفْسِهِمْ مَلَأَتْ قُلوبًا
ونَهْرُهُمُ قَداسَتُهُ تُصانُ!

ودِجْلَةُ والْفُراتُ دِماءُ قَلْبي
عِراقُ الْمَجْدِ تاريخٌ وشانُ

وَهَذا سَدُّ مَأْرِبَ خَيْرُ آيٍ
بِهِ يَمَنُ الْعُروبَةِ لا يُهانُ

بِهِ بَلْقيسُ مازالَتْ خُطاها
بِأَرْضِ الْعُرْبِ بُرْهانٌ وبانُ

وفي قَطَرٍ مَواهِبُ لا تُضاهى
تُؤازِرُها الْمَوانِئُ والْجِنانُ

وأَسْواقٌ تُعانِقُ كُلَّ مالٍ
وعودُ الْعِطْرِ تَعْشَقُهُ الْحِسانُ

ويُشْرِقُ لَيْلُنا… لَمّا نُصَلّي
فِلِسْطينُ الْحَبيبَةُ تُسْتَبانُ

فَمَقْدِسُنا بِها تَحْيا شُجونًا
وَتَبْقى الْقُدْسُ عاصِمَةً تُصانُ

وسورِيَةُ الْعَزيزَةُ أُخْتُ عُرْبٍ
لَها في الْقَلْبِ وَصْلٌ واقْتِرانُ

دِمَشْقُ قَصيدَةٌ في الْحُبِّ تَزْهو
إِذا غَنّى الْهَزارُ… أَوِ… الْكَمانُ

ويَنْمو حُبُّ أَوْطاني كَطِفْلٍ
يُدَلِّلُهُ…. التَّهَدْهُدُ…… واللِّبانُ

عَنِ الْبَحْرَيْنِ قالوا شِعْرَ حُبٍّ
وما خَطِئوا فَلِلْبَحْرَيْنِ شانُ

كَساها الدَّهْرُ حُسْنًا مِنْ ضِياءٍ
وكَمَّلَ حُسْنَها… ذاكَ الْجُمانُ

إِماراتٌ لِعُرْبٍ…. مِثْلَ ظَبْيٍ
جَمالُ الْوَجْهِ يَرْسُمُهُ الْبَنانُ

ولُؤْلُؤَةُ الْخَليجِ سَبَتْ عُيوني
كُوَيْتُ الْعُرْبِ يَطْبَعُها الْحَنانُ

فَفيها الْجودُ يَسْكُنُ كُلَّ دارٍ
إِذا طُرِقَتْ يَهُبُّ لَكَ الْجَنانُ

وموريطانِيا… بِتُراثِ ماضٍ
يَشِعُّ بَريقُها… يَجْلو الْكِيانُ

وفي الصّومالِ ثَرْواتٌ لِبَحْرٍ
وإِخْوانٌ يُشيرُ لَهُمُ… بَنانُ

وجيبوتي بِلادُ الْعُرْبِ أَيْضًا
فَعَنْ حُبّي لَها يُجْلى الْكَنانُ

وفي الْقُمْرِ النَّخيلُ يَميلُ مَيْلًا
جَمالُ الْقُمْرِ… يَكْشِفُهُ الْعِيانُ

مِياهُ الْبَحْرِ… تَحْضُنُها كَأُمٍّ
فَفيها الْخَيْرُ والرِّزْقُ الْمُصانُ

وعَنْ مَرْجانِها حَدِّثْ عُمانًا
فَفيها الدُّرُّ يَحْميهِ السِّنانُ

فَهَذي الْأَرْضُ أَمْجادٌ وجودٌ
شِعارُ الْحُبِّ… تَنْشُرُهُ عُمانُ

عَلى مَتْنِ الْقَصيدَةِ لي سَلامٌ
لِإِخْوانٍ لَهُمْ قَلْبي…. ضَمانٌ

كَجِسْمٍ واحِدٍ نَحْيا جَميعًا
وَلَنْ يُفْني أُخُوَّتَنا جَبانُ

لطيفة تقني /المغرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى