ثقافة وفنون

امي….شعر نورا جويده

امي
استيقظت اليوم
وانا اشم رائحتك
اسمع صوتك
يزلزل كياني الميت

استيقظت وانا اشعر
بضجرك لاني تأخرت 
عن موعدي
ورضاكِ
حين تسمعين صوتي
وتنهالي بالدعاء فورا

استيقظت يا امي
وكأنك لم ترحلين عن عالمي
وكأن المسافة بيني وبينك
بعض أمتار اقطعها مسرعة واناافكر
ماذا افعل لاسعدكِ
لارضيكِ
لتنهالي عليّ بدعواتك المذهلة

امي
كان حضورك في هذه الحياة
يشعرني الحياة
كانت لكِ هيبة الرجال
وحنان عشر نساء
كيف استطعتي ان تكوني
هذا الخليط المبتكر 
من الرجولة والانوثة
من الحزم والعطاء
من الحنان والقوة

كيف استطعتي ان تطوعي
جبروت سبع من البنات
لامرك
سبع من مفاتيح الجنة
يراقبن رضا عيونك

ويربكهن غضبك كألاطفال
انت السيدة
التي تملك من المعضلات
مايجعلنا نخافها
وندمن السقوط في صدرها

يا امي
رضاكِ
كان يفشي السلام
في ارواحهن وروحي
غدت الحياة بعدك
ساحة حرب
دون نصر
هُزمنا بعدك
هزمنا الخوف
هزمتنا الوحدة
هزمنا الاحتياج 
الحرمان

ندعي بعدك يا امي
بأنا بخير
في حين رحيلك
سلب منا كل الخير
عينيك الجميلتين 
كانتا الخير يا امي

بناتك
يبكين لهفاً علي لحظة
تجلسين في سريرك
ونلتف حولك
وتعلو ضحكاتنا
وخلافاتنا
ومهاتراتنا

وتديرين هذا الحفل من الحب
فقط بعينيكِ
مكسورين بعدك
ولاشيء يعوض غيابك
ولاشيء يجبر كسر قلوبنا
فهل تشعرين
كم القلوب التي
اسقيتها يُيتم فراقكِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى