أنا بخير / بقلم المبدعة ثُريا أمين

أنــا بخـير…
هناك مائة رصاصة من الكلمات اخترقـتْ قلبي، ولكنّي رغم كل هذا بخير.
أرشُحُ من تفاصيلِ الذكريات، وعبـور الكلماتِ بترتيبها الأصلي في محورِ الذاكرة.
يتكرر صداها على مسمعي بصوتِ عجوزٍ مُتعبٍ يطلبُ الراحةَ من صداعِ الكلمات.
كنتُ أعتقد أنني لا أهون، ووهنت.
أُصبتُ بأنواعٍ من الجروح، النازفةِ وغير النازفة،
جروحٍ جعلتني أرى الموتَ أمامي، بارزةً أنيابه بكل حقدٍ وانتقام.
لكنني نجوت من كل هذا، ونسيتُ ألمَ ذلك الكسرِ في ظهري، والجروحَ الكثيرةَ التي كنتُ أراها مؤلمةً حدَّ الجنون.
لكن في الحقيقة، لم تكن مؤلمةً بذلك القدر العظيم من الألم.
كانت كلماتُكِ الأخيرةُ أشدَّ قسوةً على قلبي من ألفِ خنجرٍ غُرِسَ في أحشائي.
قلتِ لي: “عادي”.
هذه الكلمة ترنُّ في أذني كجرسِ المعابد، مزعجةً لذلك المتشرّدِ الباحثِ عن أطرافِ النومِ على رصيفِ الأمنيات.
“عادي”
لحزني،
وخيباتي الكثيرة،
ووجعِ القلب،
والحبّ.
قلتها بكل برود، ووصلت إلى أعماقِ قلبي أشدَّ حرارةً من قرصِ الشمس.
أنا، بكلِّ ما أحمل من حبٍّ، بتُّ الآن “عاديًا”.
عاديٌّ
كأيِّ شخصٍ عاديٍّ وُلِدَ دونَ رغبةٍ من والديه بالإنجاب، فلم يكن ذو حظٍّ، ولا يملك اسمًا أو تاريخَ ميلاد.
لم يمنحه الكون سوى امرأةٍ أحبَّها بكلِّ قلبه، وقدم لها أعظمَ ما يملك، وكان كلُّ شيءٍ عظيمٍ في نظره.
لكن بالنسبة لها… كان مجرد شيءٍ عاديٍّ.
تَبًّا لهذه الكلمة،
وتَبًّا لقلبي الأحمق…
—
ثُريا أمين