
صدى القصبِ
تعالي معي
سَأُريكِ مشرقَ الأرضِ كيفَ يبدو رائعاً،
مشهدُ القصبِ والبردي، ألوانَ أجنحة ( الخضيري)
كيفَ تتكسرُ صورَها تباعًا حينما تنعكسُ على وجهِ الماءِ.
تعالي معي..فلاشيء هناكَ..سوى التمني وَالأبتسامات البيضاءِ الموغلةِ في الأعماقِ،
والضباب العابقُ بندى “الخريّط”ِ،
وناي يصدحُ من بعيدٍ،
فلازالت ملامح سومر واضحةً على وجوه الصبيةِ ،
هنا فوق مساحات المياه الشاسعة تبدأ الحياة ،
.. والحكايات المخضوضرة على مدى الفصول الأربعةِ،
هنا بدايةُ ونهايةُ الأرضِ
وقصص الحبِّ،
ومهبُ الريحِ من جميع الجهات الأربعِ،
حتى الصباح هنا ممتلئ بالأمنياتِ، يلتفُّ إرجوانًا على صاريةِ النهارِ.
تعالي معي
لأريكِ جمالَ القمرِ الذي يُتراءى منْ روضهِ البسامِ أزمنةَ الحبِّ،
والنجوم حينما تبدو ساحرةً متوهجةً ،
كلُّ شئٍ متميزٌ بالجمالِ هنا،
هنا يؤبُ الضوءُ من الأقاصي
مزيلاً عن وجه الضحى غبارَ الشرودِ ، غارساً في ذاتي
صيحات السكونِ!
حيث الإوَّزُ ناموس نطق يعتلي
صهوةَ الجنونِ.
كلُّ شيءٍ مستغرقا في التأمل هنا ،
كلُّ شيءٍ هنا يأخذنا الى عالمِ الأحلامِ ،
تعالي معي لنلجَ في لحظاتٍ تنبضُ بالحياةِ المفعمة بالماء والطين،
فوجه الشمس هنا باسمٌ يتلفعُ السديم ،
ستشعرين بالحب حتما،
وستستمتعين بالغبش ..والطين ..والتمر..ودخان المواقد ..وصخب الضفادع..
والصيادين وذكريات “البني”
وأغنيات..مواويل
وحروف مهملة بدفاتر أشعاري.
آه..
سأقولُ لكِ شيئًا مما أدّخرهُ،
هنا التقينا ذات مرةٍ
عند آخر النهار،
أتذكرين،
حينما
تلجلجَ لساني،
نسيت كل الأسماء،
وأكثر الكلماتِ التي كنتُ قد هيئتَّها
كنت أقبع خلف ارتعاشي واحمرار وجناتي،
كنتُ أحب أن اتكلمَ ،ابوح بما في داخلي،
تساؤلاتٌ أحتفظ بها مذ احببتكِ،
كنت أحب أن أبتسم بتلقائيةٍ حميمةٍ،
يبدو انني أتألم،
آه..
سأستعير لحظةً من زمنٍ آخرٍ
لأشعر بلذة اللقاءِ،
وَلأتماهى مع الوقتِ شيئًا فشيئا ،
فأنا لستُ محضَ ناطق أبكم،
أوسوسنة متيبسة تذروها الرياح كيفما تشاء،
أنا لست كائناً صغيراً معدماً كما تتصوَرين، أنا الحالم المفتون الذي أراكِ جمالَ الشرقِ من أوسعِ أبوابهِ ،
هلمي،
دون مقدمات،
وقفي على مشارف ماأرى من جمال، فهناك مادونَ الإفقِ كل ما يشبعُ شغفكِ ،
أنا يمكنني الإنسلال مني أنى شئت لأنسكبَ عنبراً على شواطيء التحررِ،
تماماً بحجم انفاس هذا العالم،
أو كفجرٍ يتلبس هذا الكون الداجي ليمده بالأمل،
أو كغيث يسكت عويل الصحاري بكأس يثلج لماها الذابلات،
أنا أحب إصراري على التمني ،
وأحبُ أن نسيرَ معًا من الآن وحتى الشتاء القادمِ،
عندما استحيلُ وَأتخيلني كل شيءٍ مخضوضرٍ من حولي،
ثم أتخيلني أتلاشى فأصبح لاشيء ،
كغصنٍ جرَّدَهُ الخريفُ من كل أمنياته..
إحسان الموسوي البصري