كتاب وشعراء

أبرياء / للفنان والمبدع العراقي القدير فاضل ضامد

أبرياء

هكذا يمرُّ الطيفُ، مركونًا في الذاكرة،
نقطف منه ما تيسَّر من حسدٍ لرفقةٍ قديمة.
هكذا يمرُّ الشبلُ من ذاك الأسد، أو قطعةٌ من أُم.
هكذا يمرُّ عنوانٌ قديم، ربما تركه بابٌ
لم يطرقه أحد.
ولنا فيها أراجيحُ، لَعِبَ الهواءُ بها مصرعَ الخوف.
مرّت مثلَ عطبٍ تجذّرَ بالانتماء،
خلافًا لما تركه الأجداد.
نحن من بيئةِ الحِرز،
محروسون من كل ضرر،
والضررُ مستمرّ، مثل كارثةٍ بيئية.
لا أحد يتمتعُ بقوى الغيب،
ليصنعَ لنا تقيّة، وضللنا الطريق.
ما زلنا نُعاقرُ خرشباتِ الساحرات،
يظهرن كلما زاد بنا الضيم،
معاقبةً… ربما أَسرفْنا بالتفاهات.
خطيرٌ هو الذي أفتى بالموت،
وسردَ لنا الجنّةَ عبارةً عن تفاحة!
والكلُّ ميسمٌ للرضاع،
تجانسٌ غيرُ محكمٍ بالقبول،
آهاتُ الأمهات، وتنهداتُ الرجال،
محطةٌ للانزلاق.
ربما يعود السلفُ لينقذ المتبقّي،
خساراتٌ كثيرة،
وطلاسمُ للإباحة،
والمجدُ للآخرين.
حسابٌ لا يُبقي باقٍ…
أيها المحاسب، دع قلمك وتريّث،
إننا أبرياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى