منوعات و مجتمع

حكاية الزي الرسمي لمشايخ الازهر…

أثناء تولى الشيخ محمد مصطفى المراغي منصب رئيس المحكمة الشرعية العليا ، عرضت عليه أوراق قضية طعن فى نسب هنري السكاكيني.
كان هدف الطاعنين أن يضعوا أيديهم على ثروة أبيه حبيب باشا السكاكينى صاحب القصور والأملاك العديدة والذى كان قد توفى في عام 1923.
فى ديسمبر 1925 ، وقبل أيام من موعد النطق بالحكم، اتصل هنري السكاكيني بالشيخ المراغي عن طريق وسطاء عارضا عليه مبلغا كبيرا من المال نظير الحكم لصالحه. كان رفض الشيخ للرشوة قاطعا لدرجة أزعجت هنري السكاكيني وجعلته يوقن بأن الشيخ المراغي لن يحكم لصالحه.
وفى يوم النطق بالحكم ، استقل الشيخ محمد مصطفى المراغي القطار من محطة حلوان القريبة من منزله وذهب إلى محطة باب اللوق القريبة من مقر المحكمة التي ستعقد بها جلسة قضية « هنرى السكاكيني».
وعند خروجه من محطة باب اللوق فوجئ الشيخ المراغي بمن يعترض طريقه ويلقى عليه عبوة زجاجية تحتوى على ماء نار.
وقد كتب الله له النجاة بسبب خشونة الجبة التى كان يرتديها، فامتصت المادة الحارقة وحالت دون وصولها إلى رقبته. وتبين أن مرتكب الحادث هو «موسى مراد» بتحريض من المسيو هنرى السكاكيني.
تحامل الشيخ المراغي على نفسه وأصر على ان يتوجه للمحكمة ليصدر الحكم فى تلك القضية ورغم ما لحق به من أذى من جانب أتباع السكاكيني إلا انه لم يسمح لما أصابه من اعتداء أن يؤثر على حكمه فى القضية ، وأصدر حكمه لصالح هنري السكاكيني وليس ضده .
يحكى الأستاذ حسن رشاد ، نجل الشيخ المراغي ، أن هذه الحادثة تركت على رقبة الامام تشوهات سببت له فى حرجا كبيرا لذلك صمم لنفسه جلبابا بياقة لتخفى أثار الحريق الذى إصابته ليصبح بعدها الزى الرسمى لمشايخ الأزهر.
الجدير بالذكر ان الملك فاروق كان حريصا على الاستماع لدروس الشيخ المراغي كلما سمح له وقته وكان حريصا علي اخذ النصيحة والاستشاره من فضيلته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى