الوريث الشرعي ….. بقلم // خالد الخالدي // العراق

الوريث الشرعي

كل ما ورثته عن جدي بعد رحيله
عكازة أتكأ عليها عندما
يقصم الزمان ظهري .
وقطعة قماش بيضاء أرفعها
عاليا كلما جعلني بؤس
الحياة أستسلم دون شرط .
جدي لم يكن غنياً
لم يترك لنا سوى منجله الصغير
لنقطع بها مسافاتنا الطويلة
لم يترك لنا سوى سلة تين يابسة
محشوة برائحة السنين
لم يترك لنا سوى عدة أشجار
لا تثمر سوى الخيبات
وكوخ صغير لنقيم فيها حفلات الرحيل .
لم يكن لديه الكثير من متاع الحياة
كان يعيش على بقايا الأيام
المتساقطة والتي اكلها صدئ الزمان .
لم يترك لنا سوى حفنة من
الذكريات وعدد كبير من رشفات سيكارته .
جدي كان فقيراً جداً لدرجة
أنه كان يسقي بعرق روحه كل
حبة قمح زرعها في باحة بيتنا الصغير .
لم يترك لنا قطعة أرض
نزرع فيها بذور الحب لتنبت السلام
وتثمر الحب .
لم يترك لنا مساحات صغيرة لقبورنا .
ماذا عنا ونحن نريد الموت
لماذا لا توجد مساحات كافية لجنازاتنا الكثيرة ؟
بعد موت جدي بمئة عام
قررت أن أبحث في مذكراته
وأفتش في كتاباته
لعلي أجد شيئا ثمينا لأبيعه
و أسد به رمق جوعي .
لكن لا جدوى………….. لا شيء
كل ما ورثته عن جدي
حذاء قديم بحجم مساحة
الوطن الذي خاننا أربع وسبعون مرة
و دفتر مذكراته اليومية
مكتوب فيها عبارة قد أعجبتني جداً
يقول فيها …….
عندما تغادر أرض الوطن لاتترك
خلفك نعليك و هذا الحذاء .
لأن الوطن العاري من الكرامة والغيرة
لايستحق أن يرتدي حذاءً .