فراج إسماعيل يكتب :إسقاط 5 طائرات هندية بينها 3 رافال

لم يمر إسقاط 5 طائرات هندية بينها 3 رافال، دون أن تسلط السوشيال ميديا إمكانياتها السريعة كإعلام بديل مؤثر، الأضواء على سبب خسارة هذا العدد الكبير في معركة جوية جرت خارج المجال الجوي الباكستاني.
في البداية كتب النشطاء أنهم غير متأكدين ما إذا كانت قد جرت معركة جوية أو أنها سقطت بدفاعات أرضية، مع التسليم بمهارة الطيارين الباكستانيين. ذلك قبل أن يؤكد المتحدث العسكري الباكستاني حدوث الاشتباك الجوي.
ونشرت بعض منصات السوشيال ميديا صورا لحطام بعض الطائرات وعليها كتابات بالفرنسية، مما جعلها تشير إلى أنها قد تكون من نوع رافال أو ميراج 2000 المصنعة في الهند قبل أن يتأكد لاحقًا أنها “رافال” الفرنسية الصنع.
الطائرات سقطت في الجزء الذي تحتله الهند من جامو وكشمير.
شبكة CNN ذكرت أن باكستان أسقطت ثلاث طائرات رافال، وطائرة ميج-29، وأخرى سو-30.
كانت الهند قد نشرت حاملة الطائرات الهندية “إن إس فيكرانت” في بحر العرب قبل المعارك أمس الثلاثاء.
ووفقًا لصحيفة “ذا إيكونوميك تايمز”، أحرت القوات الجوية الهندية مناورات مكثفة قرب الحدود الباكستانية بمشاركة طائرات رافال وميراج 2000 وسوخوي سو-30.
لم يُعلن أي تفسير رسمي من جانب الهند لتحطم طائراتها، سواءً كان بسبب القتال أو عطل فني أو عوامل أخرى، لكن التغريدات على منصة X وغيرها من المنصات رجحت احتمال اشتباك المقاتلات الباكستانية مع الطائرات الهندية.
يشغل سلاح الجو الهندي، المصنف رابعًا عالميًا وفقًا لمؤشر القوة النارية العالمية لعام 2025، أكثر من 2200 طائرة، منها 513 مقاتلة، مما يمنحه تفوقًا عدديًا على سلاح الجو الباكستاني الذي يمتلك 1399 طائرة و328 مقاتلة.
تُعدّ طائرات داسو رافال وميراج 2000، وهما مقاتلتان فرنسيتان متعددتا المهام، صُممتا لتحقيق التفوق الجوي ودقة الضربات، من العناصر الأساسية في أسطول الهند.
رافال، وهي طائرة من الجيل الرابع والنصف، أُدخلت إلى سلاح الجو الهندي عام 2020، مُجهزة برادار متطور من نوع مصفوفة المسح الإلكتروني النشط (AESA) ونظام الحرب الإلكترونية SPECTRA، الذي يوفر دفاعًا قويًا ضد التهديدات الموجهة بالرادار.
تشمل ترسانة هذه الطائرة صاروخ ميتيور جو-جو المتجاوز للمدى البصري، والذي يتجاوز مداه 120 ميلًا، وصاروخ ميكا للمواجهات الأقصر. كما يمكن لرافال نشر صواريخ كروز سكالب لشن هجمات برية بعيدة المدى.
تشغّل الهند 36 طائرة رافال، وقد وقّعت مؤخرًا صفقة بقيمة 7.5 مليار دولار في 28 أبريل لشراء 26 نسخة من طراز رافال مارين لبحريتها، وفقًا لموقع BulgarianMilitary.com.
إنّ ميزات التخفي وقدرات التشويش التي تتمتع بها الطائرة تجعلها ذات قدرات هائلة، إلا أن تكلفتها المرتفعة – 288 مليون دولار للطائرة الواحدة – أثارت جدلًا حول قيمتها مقارنةً بمقاتلات الشبح مثل طائرة إف-35 الأمريكية.
لا تزال طائرة ميراج 2000، رغم قدمها، ركيزة أساسية في سلاح الجو الهندي، حيث يوجد منها حوالي 50 طائرة في الخدمة. وقد تم تحديثها إلى مستوى ميراج 2000-5، وتتميز بأنظمة طيران متطورة، ورادار جديد، وأنظمة إلكترونية مضادة.
وتحمل طائرات ميراج 2000 صواريخ ميكا وذخائر دقيقة التوجيه، مثل قنبلة سبايس الإسرائيلية.
تُعدّ رشاقة طائرة ميراج ٢٠٠٠ وأدائها على ارتفاعات منخفضة مثالية للعمليات في التضاريس الوعرة في كشمير، إلا أن هيكلها القديم يفتقر إلى نظام التخفي المتطور ودمج أجهزة الاستشعار الذي تتميز به طائرة رافال.
وأثارت السوشيال ميديا تساؤلات حول كيفية إسقاط الرافال إذا أنها وطائرات ميراج 2000 تم تصميمهما للتهرب من الدفاعات الجوية الحديثة.
وتشير تقارير حديثة إلى أن باكستان ربما تكون قد حصلت على أنظمة إتش كيو-16 الصينية أو أنظمة حصار التركية، على الرغم من عدم تأكيد ذلك.
يستخدم سلاح الجو الباكستاني الطائرة الصينية J-10C، وهي مقاتلة من الجيل الرابع والنصف، حصلت عليها عام 2022 لمواجهة طائرة رافال. تتميز J-10C برادار AESA، وصواريخ جو-جو من طراز PL-15 بمدى 140 ميلاً، وصواريخ PL-10 قصيرة المدى، مما يجعلها تهديدًا حقيقيًا في القتال الجوي.
قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف في 29 و30 أبريل إن طائرات J-10C قامت بالتشويش إلكترونيًا على أربع طائرات رافال هندية بالقرب من خط السيطرة، مما أجبرها على التراجع بعد تعطيل رادارها واتصالاتها.
سقوط الرافال يمكن أن يُبرز قدرات الحرب الإلكترونية لطائرة J-10C، والتي قد تُشكل تحديًا لنظام SPECTRA في طائرة رافال.
تحمل طائرة JF-17 Thunder الباكستانية، وهي طائرة متعددة المهام أخف وزنًا طُوّرت بالتعاون مع الصين، صواريخ SD-10، وهي مصممة لعمليات اقتصادية، لكنها تفتقر إلى أجهزة الاستشعار المتطورة التي تتميز بها طائرة J-10C.
لا تزال طائرة إف-16 بلوك 52، المُزودة من الولايات المتحدة، والمُجهزة بصواريخ إيه آي إم-120 سي أمرام، تُمثل منصةً فعّالة، على الرغم من أن أدائها يتخلف عن أداء طائرة رافال في الاشتباكات بعيدة المدى نظرًا لتقنيات الرادار القديمة.
يُؤكد السياق التاريخي لسقوط الطائرات الهندية خطورته. فقد اشتبكت الهند وباكستان مرارًا وتكرارًا حول كشمير منذ تقسيمهما عام 1947، حيث اندلعت حروب كبرى في أعوام 1947 و1965 و1971، بالإضافة إلى صراع محدود عام 1999 خلال حرب كارجيل.
غارة بالاكوت الجوية عام 2019 حيث ضربت طائرات ميراج ٢٠٠٠ الهندية معسكرًا في باكستان، والتي أعقبها اشتباك جوي أسقطت فيه باكستان طائرة ميج-٢١ هندية، تعد سابقةً في الاشتباكات الجوية. ومنذ ذلك الحين، حدّثت الدولتان ترسانتيهما، حيث عززت الهند سلاحها الجوي بطائرات رافال، وحصلت باكستان على طائرات جيه-١٠ سي، مما زاد من مخاطر أي مواجهة جوية.