رؤي ومقالات

فراج إسماعيل يكتب :تستهويني الأسماء

تستهويني الأسماء وأبحث في الغريب منها. فيكرام مصري وزير خارجية الهند. ما سبب نسبه إلى مصر؟!. يكتب بالانجليزية Vikram Misiry. ظننت أنه مسلم خصوصا أنه زار شيخ الأزهر عندما كان نائبا لمستشار الأمن القومي، وشكره على الاهتمام بالطلبة المسلمين الهنود الذين يدرسون في جامعة الأزهر وعددهم نحو 500 طالب.. وطلب زيادة البعثات الهندية للدراسة بالأزهر، ودعا فضيلته لزيارة الهند للإطلاع على أحوال المجتمع الهندي المسلم ويزيد عددهم على 300 مليون نسمة.
لكنه هندوسي.. ولم أجد صلة نسب تربطه بمصر. عموما الهند تربطها بمصر روابط العلاقات الحضارية القديمة. كان المصريون القدماء يسافرون إلى الهند للتجارة ويستوردون منها. ولقب “مصري” ينتشر في أقطار وأماكن كثيرة، حتى بين اليهود في فلسطين.
ووقفت عند اسم والدي”عرفجى”.. الاسم يكاد يتطابق مع اسم وزير خارجية إيران “عرقجي”.. الإختلاف فقط بين حرف (ق) فيه وحرف (ف) في اسم والدي.
أعرف أن الفرس والأتراك ينسبون للمهنة ويلحقون بها حرفي الجيم والياء فيقولون مثلا “مكتبجي” أي بيروقراطي بلغة السياسة في عصرنا.
وذهبت إلى اسم صحابي شهير هو “عرفجة بن هرثمة” وفي كتابة أخرى “عرفجى” وتنطق الياء ألفاً مقصورة مثل موسى وعيسى، وليس ياء في كتاباتنا المصرية.
ولأننا “بكريون” في شجرة الأنساب بصعيد مصر، أي ننتسب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كما ورد في كتاب “منحة المجيد على سيف المريد” للفقيه الصوفي الخلوتي الشيخ علي بن محمود الأسمنتي، فإن اسم والدي قد يكون مقتبساً منه، فالصحابي عرفجة بن هرثمة البارقي، كان واحدًا من 11 قائدًا، اختارهم أبو بكر الصديق لحروب الردة، مع خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل والمهاجر بن أبي أمية وخالد بن سعيد بن العاص وعمرو بن العاص وحذيفة بن محصن وشرحبيل بن حسنة وطريف بن حاجز وسويد بن مقرن والعلاء بن الحضرمي. وأوفده الصديق ليحارب قبائل “مهرة” المرتدة.
ولعلهم في إيران يسمون باسمه.. ومع تغير دورات التاريخ وغلبة الدولة الصفوية استبدلوا الفاء قافًا فصار الاسم “عرقجي”.
فالصحابي الجليل عرفجة مات في الموصل وكان والياً عليها، وهي أحد أملاك الإمبراطورية الفارسية قبل أن يفتحها الإسلام. ومن ألقابه “شيخ الفاتحين”.
ولُقب بـ”أمير البحر الأول” لأنه كان أول قائد عربي مسلم ركب السفن غازيًا بلاد فارس. وهو أحد الأمراء القادة في معارك البويب، والبصرة، والأبلة، والسواد، والقادسية.
وبعد فتح المدائن قاد عرفجة جيش الفرسان في فتح تكريت والموصل، وولي خراج الموصل ونينوى بعد فتحها صلحًا. وما لبث أن أعاده عمر بن الخطاب مع عتبة بن غزوان إلى جنوب العراق وأمرهما بتمصير البصرة وتوطين المقاتلين العرب فيها، ثم بعثه عتبة بن غزوان ضمن قادة البصرة لفك الحصار الساسانيَّ عن قوات العلاء الحضرمي في فارس، كما أُرسل بأمر عمر إلى محاربة الهرمزان، فزحف مع جيش البصرة إلى الأهواز، فشهد وقائعها. وتقدم إلى تستر، وهزم الهرمزان.
ولاه عمر بن الخطاب أميرًا على ولاية الموصل سنة 22 هـ، وبقي والياً عليها في خلافة عثمان حتى وفاته سنة 34 هـ.
عُمِّرت الموصل في أيامه، وجعلها خططا لقبائل العرب، وابتنى بها جامعا فكثرت الدور فيها، ثم أَتى شرق دجلة وبَنَى مدينة الحديثة، فحصنها وعسكر ثغورها، وقام بتوطين آلاف الجند، فاستقر أمنها. ويُشار إلى أنه كان محبوباً من أبناء الموصل، حكمها عدلاً، ونظم إدارتها، وقام بأعمال كثيرة تعد بالنسبة إلى زمانها من المشروعات الجبارة، ويعدّه المؤرخون مؤسس العصر العربي الإسلامي في الموصل.
وفي قعدة جميلة لا أنساها في جريدة “الأخبار” وكنت طالبا في قسم صحافة آداب سوهاج، خصني كاتب اليوميات الشهير المرحوم الأستاذ محمد فهمي عبداللطيف، بشيء من أسرار اسم والدي.
كان يكتب اليوميات على طريقة عباس العقاد في الستينيات. ساعدته إمكانياته اللغوية فضلا عن أنه خريج كلية اللغة العربية بالأزهر وحافظ للقرآن الكريم، على الإبحار في أعماق الأسماء والكلمات والسير الشعبية، ومن أشهر كتبه “السيد البدوي ودولة الدراويش في مصر”.
قال لي إن عرفجة أو “عرفجي” يُنسب إلى “عرفج” وهو نبات معمر شديد الاشتعال في الجزيرة العربية، ويكثر في السعودية.
ثم قرأت بعد ذلك مستفيدا من هذه المعلومة التي أهدانيها الأستاذ فهمي عبداللطيف، أن “العرفج” هو الزهرة الوطنية للكويت، وأن قطعه هناك ممنوع خوفًا عليه من الفناء.
وأبحث في الغريب منها. فيكرام مصري وزير خارجية الهند. ما سبب نسبه إلى مصر؟!. يكتب بالانجليزية Vikram Misiry. ظننت أنه مسلم خصوصا أنه زار شيخ الأزهر عندما كان نائبا لمستشار الأمن القومي، وشكره على الاهتمام بالطلبة المسلمين الهنود الذين يدرسون في جامعة الأزهر وعددهم نحو 500 طالب.. وطلب زيادة البعثات الهندية للدراسة بالأزهر، ودعا فضيلته لزيارة الهند للإطلاع على أحوال المجتمع الهندي المسلم ويزيد عددهم على 300 مليون نسمة.
لكنه هندوسي.. ولم أجد صلة نسب تربطه بمصر. عموما الهند تربطها بمصر روابط العلاقات الحضارية القديمة. كان المصريون القدماء يسافرون إلى الهند للتجارة ويستوردون منها. ولقب “مصري” ينتشر في أقطار وأماكن كثيرة، حتى بين اليهود في فلسطين.
ووقفت عند اسم والدي”عرفجى”.. الاسم يكاد يتطابق مع اسم وزير خارجية إيران “عرقجي”.. الإختلاف فقط بين حرف (ق) فيه وحرف (ف) في اسم والدي.
أعرف أن الفرس والأتراك ينسبون للمهنة ويلحقون بها حرفي الجيم والياء فيقولون مثلا “مكتبجي” أي بيروقراطي بلغة السياسة في عصرنا.
وذهبت إلى اسم صحابي شهير هو “عرفجة بن هرثمة” وفي كتابة أخرى “عرفجى” وتنطق الياء ألفاً مقصورة مثل موسى وعيسى، وليس ياء في كتاباتنا المصرية.
ولأننا “بكريون” في شجرة الأنساب بصعيد مصر، أي ننتسب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كما ورد في كتاب “منحة المجيد على سيف المريد” للفقيه الصوفي الخلوتي الشيخ علي بن محمود الأسمنتي، فإن اسم والدي قد يكون مقتبساً منه، فالصحابي عرفجة بن هرثمة البارقي، كان واحدًا من 11 قائدًا، اختارهم أبو بكر الصديق لحروب الردة، مع خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل والمهاجر بن أبي أمية وخالد بن سعيد بن العاص وعمرو بن العاص وحذيفة بن محصن وشرحبيل بن حسنة وطريف بن حاجز وسويد بن مقرن والعلاء بن الحضرمي. وأوفده الصديق ليحارب قبائل “مهرة” المرتدة.
ولعلهم في إيران يسمون باسمه.. ومع تغير دورات التاريخ وغلبة الدولة الصفوية استبدلوا الفاء قافًا فصار الاسم “عرقجي”.
فالصحابي الجليل عرفجة مات في الموصل وكان والياً عليها، وهي أحد أملاك الإمبراطورية الفارسية قبل أن يفتحها الإسلام. ومن ألقابه “شيخ الفاتحين”.
ولُقب بـ”أمير البحر الأول” لأنه كان أول قائد عربي مسلم ركب السفن غازيًا بلاد فارس. وهو أحد الأمراء القادة في معارك البويب، والبصرة، والأبلة، والسواد، والقادسية.
وبعد فتح المدائن قاد عرفجة جيش الفرسان في فتح تكريت والموصل، وولي خراج الموصل ونينوى بعد فتحها صلحًا. وما لبث أن أعاده عمر بن الخطاب مع عتبة بن غزوان إلى جنوب العراق وأمرهما بتمصير البصرة وتوطين المقاتلين العرب فيها، ثم بعثه عتبة بن غزوان ضمن قادة البصرة لفك الحصار الساسانيَّ عن قوات العلاء الحضرمي في فارس، كما أُرسل بأمر عمر إلى محاربة الهرمزان، فزحف مع جيش البصرة إلى الأهواز، فشهد وقائعها. وتقدم إلى تستر، وهزم الهرمزان.
ولاه عمر بن الخطاب أميرًا على ولاية الموصل سنة 22 هـ، وبقي والياً عليها في خلافة عثمان حتى وفاته سنة 34 هـ.
عُمِّرت الموصل في أيامه، وجعلها خططا لقبائل العرب، وابتنى بها جامعا فكثرت الدور فيها، ثم أَتى شرق دجلة وبَنَى مدينة الحديثة، فحصنها وعسكر ثغورها، وقام بتوطين آلاف الجند، فاستقر أمنها. ويُشار إلى أنه كان محبوباً من أبناء الموصل، حكمها عدلاً، ونظم إدارتها، وقام بأعمال كثيرة تعد بالنسبة إلى زمانها من المشروعات الجبارة، ويعدّه المؤرخون مؤسس العصر العربي الإسلامي في الموصل.
وفي قعدة جميلة لا أنساها في جريدة “الأخبار” وكنت طالبا في قسم صحافة آداب سوهاج، خصني كاتب اليوميات الشهير المرحوم الأستاذ محمد فهمي عبداللطيف، بشيء من أسرار اسم والدي.
كان يكتب اليوميات على طريقة عباس العقاد في الستينيات. ساعدته إمكانياته اللغوية فضلا عن أنه خريج كلية اللغة العربية بالأزهر وحافظ للقرآن الكريم، على الإبحار في أعماق الأسماء والكلمات والسير الشعبية، ومن أشهر كتبه “السيد البدوي ودولة الدراويش في مصر”.
قال لي إن عرفجة أو “عرفجي” يُنسب إلى “عرفج” وهو نبات معمر شديد الاشتعال في الجزيرة العربية، ويكثر في السعودية.
ثم قرأت بعد ذلك مستفيدا من هذه المعلومة التي أهدانيها الأستاذ فهمي عبداللطيف، أن “العرفج” هو الزهرة الوطنية للكويت، وأن قطعه هناك ممنوع خوفًا عليه من الفناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى