السفير عمر الحامدي يكتب :العالم يتقلب ولم يتغير
في الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية وبعد ، [ لن يؤمن العرب وجودهم ومصيرهم بغير الوحدة والمقاومة]

اولا
كما نعرف وسبق القول ان العرب خاصة بعد الاسلام.قدموا حضارة انسانية سادوا بها العالم حتى ضعفوا وانتقلت الى غيرهم بداية بالمسلمين حيث استولى الاتراك على الخلافه ووصولا الى الغرب الاستعماري الذي قرر ان العرب هم العدو وليس الدوله العثمانيه. والذي تم منذ مؤتمر لندن 1907 بان سيطر الغرب بالعدوان وقسموا العالم حينها الى شرق عنوانه العرب وغرب بقيادة المعسكر الراسمالي الامبريالي الصهيوني
وتم تدشين هذه السياسه منذ الحرب العالمية الاولى التي سجلت نتائجها في اتفاقية سايكس ببكو
1916 حيث تم تفعيل نتائج مؤتمر بازل 1879 بتاسيس مؤتمر عام للحركة الصهيونية وهنا.قبضت بريطانيا على الفرصه واصدرت قرارها المسمى وعد بلفور بتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين 1917
ثانيا
*منذ ذلك الحين وحتى اليوم العالم يتخبط في توجهاته التي تحكمها القوة واطماع الاقوياء
والعرب يعانون الامرين بعد ان احتل وطنهم وتم تقسيمه ببن القوى الاستعماريه وغرق في اوحال التخلف والتجزئيه والاستلاب
*قاوم العرب وقدموا التضحيات كما لم يقاوم غيرهم لكنهم لم يستندوا لقانون العصر واداة منعة الامم ” الوحده ”
*وزاد الطين بلة ان عدوهم يعرفهم جيدا ويعرف ان سر قوتهم في وحدتهم اي تفعيل مقوم العروبة والاسلام
فدبر ومكر وغدر ونفذ ما اصاب العرب في مقتل وسوء المصير
حيث توجه للعب بذلك المقوم بعنصريه العروبي والاسلامي
^ بعد ذلك يذكرنا التاريخ ان الامة العربية التي كلفها الله بحمل رسالة الاسلام ذاقت ذرعا بسياسة التتريك التي مارستها الخلافه العثمانية فتوجه العرب للمقاومه لاستقلالهم عن تركياالعثمانيه وامكانية
استعادة الخلافه العربية
” على اساتذة التاريخ دراسة مرحلة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر حيث نشات دول في المغرب العربي مثل الدوله القرهمانلية.في ليبيا 1711 وفرضت سيطرتهاعلى البحر الابيض وهزمت الاسطول السادس الامريكي عند وصوله وهجومه على درنه 1801 ثم طرابلس حيث هزم عام 1805 واسرت الباخره فيلاديلفيا مع 300
جندي مارينز أمريكي
كما قامت بعدها ثلاث ثورات مسلحه.في ليبيا ضد الاتراك امتدت لدول الجوار العربي والافريقي
” وحصل تحرك سياسي واسع شمل بلاد الشام ومصر ( التي انطلقت منها حركه سياسيه عسكرية بقيادة الحاكم محمد علي والذي وصل جيشه مكة وبلاد الشام وعلى بعد 80 كيلو مترا من عاصمة الخلافه العثمانيه حيث تحرك الاوربيون وهزموا جيش مصر ودوره العربي )
وكذلك ماجرى بارض الحجاز التي اشتهرت بثورة الشريف حسين امير مكة التي استقطبت العرب بكل تاثيرها يومها
^ استغل الانجليز ذلك الحراك العربي بدعم ثورة الشريف حسين ضد الاتراك ولكنهم انقلبوا عليها بعد الحرب العالمية الاولى واستغلوا الاسرة في خدمة مخططاتهم واشاعو ان الثورة العربيه كانت من صنع الانجليز للتاثير والقضاء على العامل القومي العربي
^ ثم توجهوا للتاثير على المقوم الثاني الاسلام فيسجل التاريخ ما حصل مع بدايات القرن العشرين في كل من العراق وارض الحجاز ومصر حيث تم التاسيس لحركتين اسلاميتين سلفيتين منفصلتين عن العروبه فعرف بعد ذلك ماسمي بالوهابيه والاخوان المسلمين
ثالثا
لابد ان نلاحظ ان روح المقاومه لم تغادر العرب لكن خذلها الوعي الغارق في التخلف والتجزئية والاستلاب الذي فرضه العدوان وهنا نورد بعض الم ملاحظات على الوضع العربي قبل مناقشة وضعهم في اطار عصر عدواني ومخططات لاجتثاثهم
^ الاولى
ان العرب كما نعرف قد قاوموا وقدموا التضحيات لكن ذلك كان خارج قانون الوحدة ومتطلبات العصر
انهم لم يستوعبوا بعد عصرهم ولا ظرفهم واستمرؤا حالهم فصار وطنهم ملعبا ومكبا لمثالب الاقوياء واكثر خاصة بعد مخطط الشرق الاوسط الجديد حيث صارت الامة العربية قيد الاجتثاث المعلن والتي يشاهد العالم ( بكل أسف امعان المعتدين لتوظيف قوى هذه الامة للقضاءعليها)
وفي ضوء ذلك علينا توظيف العقل والوعي لتحقيق الانتصار في عصر صار سمته العدوان والتوحش
ولا نلومن الا انفسنا بسبب غفلتنا وخضوعنا وعدم المقاومه القوميه لتحقيق الوحده العربية
الثانيه
علينا ان نفهم كما قلنا وكررنا ان العر ب لن يحصلوا على حقوقهم الوطنية او القوميه لمجرد تصديق الشعارات او الاذعان للسياسات فان العالم كما هو واضح يتشكل من خلال القوة و الصراع وذلك منذ اكثر من قرن فالعالم يتقلب ولم يتغير
رابعا
واذ نعود لقراءة الوضع العربي في ضوء الاوضاع العالمية لنعرف انه بعد الحرب العالمية الثانية سادت مرحلة الحرب البارده وانقسام العالم الى معسكرين شرقي اشتراكي وغربي راسمالي
والعالم مجال لجاذبية الاستقطاب وتدخل الاقوياء وفي ضوء الصراعات فتكت الازمة الاقتصادية والتنافس في.مجالات العلم
والتنكنولوحيا وغزو الفضاء حتى انهار الاتحاد السوفيتي مع بدايات تسعينات القرن العشرين
*عندها رقص الغرب ولها وغرورا ونظروا لانتصار حضارة الغرب وسيطرته الاحادية والقطبيه على مقدرات العالم وقواه المختلفه
* لكن سرعان ما اكتشف العلماء انه قد شبه لهم ولم يتم حسم الصراع الحضاري العالمي وان هناك حضارتان لاتزالا منافسة لحضارة الغرب وهما
^ الحضاره العربية الاسلامية
^ الحضارة الصينية
* ولان الغرب ممثلا بامريكا وحلف الناتو يعرفون انه على اهمية الحضاره العربية الاسلاميه لكنها من حيث القوة والمنافسة فان الصين هي المنافس الاقوى ولذلك تم تحريك حلف الناتو سريعا ليغطي اوربا الشرقيه فيربك روسيا ويحرج الصين ويحاصرها حيث لن يكون بمستطاع الصين مواجهة ذلك
وقد اسقط في ايدي الغرب بتدخل روسيا في اوكرانيا والحرب التي تدور هناك
* ركز الغرب على الوطن العربي لانه مركز العالم الاسلامي ولعلاقته بشعوب افريقيا و العالم الثالث
* فلم يكفهم اغتصاب فلسطين منذ عام 1948 ولا حروب 1956 و1967و 1973
* فتم الانتفال الى مرحلة اخطر وهي الانكار والاجتثاث للعرب من خلال مخطط الشرق الاوسط الجديد 1983 بتسليم وطن العرب للاقليات الطائفية والاثنيه وتسميته بالشرق الاوسط وشمال افريقيا
*وبوصول الرئيس الامريكي ترامب لسدة الحكم للمرة الثانيه تاكدت مقولة العالم يتقلب ولم يتغير
فقد تجاوزت امريكا الان كل المبادى الليبرالية والعولمه واصبح منطق الصفقه مفتاحا للقضايا الدوليه
^ ويبدو ان الرئيس ترامب وجد في ازمة اوكرانيا ضالته لتحقيق اهدافه في اطار منطق الصفقه وبما يحقق له هدفا سيرضي غرور وطموح الامريكان حيث ام التدخل السلكي في اوكرانيا سيفتح الطريق لعودة العلاقات مع روسيا وذلك سيحقق له هدفا امريكيا رئيسيا وهو ان تستلم امريكا فيادة العالم ويكون لروسيا مكاسب لحل مشاكلها وصعوباتها
^ وتترك سياسة الرئيس ترامب لبقية الاطراف العالمية الغربيه والشرقيه التنافس على ترتيب المستوى في العلاقات الدوليه بين اوربا وررسيا والصين وغبرها
وفي النهاية سيسجل نصر تاريخي لامريكا قد يفتح الباب لطرف ثالث يحسم ويعظم القيادة المتتاغمه المتفرده للعالم بقيادة امريكا روسيا والطرف الثالث طبقا لمنطق الصففه وهنا تكون امريكا هي الطرف المرجح والرابح
خامسا
في اطار هذه القراءه السريعه للوضع العالمي ومصير العرب وشعوب العالم الثالث في مرحلة عرف فيها العالم تقدما علميا غير مسبوق ولكنه خطير وغير عادل
*ولانه كما يعرف الجميع وما أشرنا اليه من ان العرب يواجهون مستقبلا خطيرا يهدد وجودهم ومصيرهم بالزوال وذلك خلال وقت لن يطول ربما عقد من الزمن او مايزيد قليلا اذا لم يلوذوا بالمقاومة
وبالوحدة العربية
^ لم يعد من عذر للعرب ان يحموا انفسهم بالوحده وذلك في اطار عمل سياسي ديمقراطي سبق توضيحه ونشره يستفيد من الانجاز الوحيد في تاريخهم بعد الحرب العالمية الثانية وهو الجامعه العربية حيث.يتم تغيير الميثاق الى اتحاد عربي لامة عربية واحده
وهذه مسؤولية دول مثل مصر والجزائر وتونس والسعوديه وعمان والكويت تقود هذه المبادره وتعمل على اقناع الدول الاخرى بها الى ان ياتي جيل اخر يستكمل الوحدة
^ ان يتم العمل على توحيد الحركة الشعبيه العرببه في اطار الحوار والعمل الديمقراطي لانجاز ذلك في اطارين تنظيميين وحدويين
” الحركة العربيه الواحدة
” الجبهه الشعبيه العرببه الديمقراطيه
علما بان حوارات مكثفه جرت خلال السنوات الماضية قد انجزت وثيقة مهمه كارضية لوحدة العمل الشعبي القومي بعنوان ( مشروع الميثاق القومي العربي الوحدوي )
*في اطار هذه القراءة التي تؤكد انه على الرغم من خطورة الاوضاع الدوليه على كل العالم فان ارتباكها ومخاطرها اثبتت ضرورة المراجعه والتطوير باشراك جميع الامم التي لها مساهمات مفيدة لاعادة بناء الفكر الانساني معرفة وثقافة في اطار خدمة الانسان وقضاياه وبما من شانه اعادة بناء العالم سلميا على اساس مبادئ الحرية والسيادة العدل والامن والسلام
* ذلك يضع العالم كله امام مسؤولية استراتيجية مستقبليه تحنب العالم اوضاع التقلب وتدفع بالاوضاع الى.التغيير والاستقرار لبناء انسان ومجتمع عالمي متساو ومتاخ
^ ذلك يقود الى ان الحوار والتقدم سيذهب الى العمق المنطلقات ولكي نضمن حسن النتائج وملاءمتها لكل البشر والامم دون تمييز
^ ولكي نمضي في هذا التصور الى مدى يضمن التغيير والنجاعه ونفهم معنى ان يتم تنظيم العالم بما يخدم مصلحة جميع الشعوب يلزم ان نستعيد مرحلة القرن العشرين لنرى كيف انقسم العالم الى معسكرين لكل منهما ايديولوجية وقوة تفرضها
وفي مقابل ذلك
” قدمت شعوب العالم الثالث وحركات التحرر
(حركة عدم الانحياز ) في مؤتمر باندونج والتي شكلت ضغطا ملحوظا على المعسكرين المتنافسين
” وامام تمترس المعسكرين المتنافسين في مسارهما جاء الخط الثالث الذي يرفض المعسكرين ويقدم بديل الشعوب الذي يستبطن التاريخ وينتقد الحاضر ويستشرف المستقبل نحو عالم انساني تكون فيه السلطة للشعوب
ومن خلال الحوار التاريخي السلمي سيتم تكريس الخطوط الثلاثه او يتم الاتفاق على الخط الذي يخدم الانسان والعالم حرية وعدلا تقدما وسلما كاختيار نهائي للشعوب
*واختتم هذا المقال من ثلاثة اجزاء بمناسبة الذكرى الثمانين لانهاء الحرب العالمية الثانيه تحت عنوان العالم يتقلب ولم يتغير وما تعانيه الشعوب من ظلم وعدوان وفي المقدمة شعب فلسطين وما يجري في غزه من ابادة وتهجير وهو ما يستعيد ذكريت التاريخ ومامرت به شعوب العالم الثالث خاصة الهنود الحمر نعرف ما اقترفته القوى الامبرياليه والصهيونية وما نشهده اليوم من حروب وتهديدات في جميع انحاء العالم يؤكد الحاجه الماسه الى الحوار المعرفي الفكري والسياسي وتدشين عصر الشعوب
لكي يتم القضاء على رواسب الاستغلال والظلم والعدوان بكل مستوياته
والعرب اليوم بما يحيق بهم من مخاطر اولى الناس بالحوار لانقاذ انفسهم وان حققوا الحد الادنى من وحدتهم فانهم بمشروعهم الحضاري الانساني وعلاقاتهم بالشعوب خاصة الاسلاميه والافريقيه والعالم الثالث قادرين على الهام المجتمع العالمي للحوار والتعارف كما يامرهم الاسلام خدمة للانسان والبشرية قاطبة
نحو حركة عالمية للحوار والتعارف الانساني لبناء عالم يسوده العدل والسلام