رؤي ومقالات

إبراهيم نوار يكتب :أهمية دخول سلاسل القيمة العالمية

يعتبر مجمع الصناعات المعدنية لشركة «شين فينغ مصر للصلب» في منطقة السخنة المتكاملة الذي تبلغ قيمته الاستثمارية 1.7 مليار دولار، الجاري العمل في مرحلته الأولى، نموذجا للمشاريع الصناعية العملاقة التي تضع الصناعة في مصر على خريطة صناعة السيارات في العالم. مصانع هذه الشركة لن تعمل بمنطق «إنتاج سيارة وطنية» بطريقة «التجميع» العقيمة، وإنما تعمل كحلقة من حلقات سلاسل إنتاج عالمية لمكونات صناعة السيارات في العالم ككل.
وحسب بيان صادر عن الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فإن المشروع يضم في مرحلتيه 9 مصانع متنوعة يجري تنفيذها على مدى زمني 5 سنوات بالإضافة لمركزين للخدمات الشاملة، أحدهما للبحث والتطوير، والآخر لإعادة تدوير النفايات الصلبة. وتضم المرحلة الأولى للمشروع 4 مصانع، واحد لصناعة مكونات أقراص فرامل السيارات، والثاني لإنتاج مكونات الأجهزة المنزلية، والثالث لإنتاج المثبتات المعدنية مثل المسامير والصواميل، أما الرابع فينتج لفائف الصلب المدرفلة على الساخن. وفي المرحلة الثانية يتم إنشاء 5 مصانع، الأول لإنتاج مكونات السيارات المصنوعة من سبائك الألومنيوم والمغنيسيوم، والثاني لإنتاج معدات الهيكل المعدني الصلب، والثالث لإنتاج مكونات طبلة فرامل السيارات، والرابع لإنتاج مكونات آلات البناء، أما المصنع الخامس فإنه مخصص لإنتاج لفائف الصلب المدرفلة على البارد.
ومن السهل ملاحظة أن منتجات مجمع الصناعات المعدنية تندرج تحت تصنيف مستلزمات الإنتاج والسلع الوسيطة التي تشتريها المصانع الأخرى، وليس المنتجات النهائية التي يشتريها المستهلك من السوق. هذا يعني أن المجمع منذ اليوم الأول للإنتاج سيكون جزءا من سلاسل إنتاج عالمية، وتكون علاقته بها هي علاقة طويلة الأجل، ما يضمن استمراره وتوسعه، في صناعة السيارات وصناعات الأجهزة المنزلية.
مثال آخر للمشروعات الصناعية الصينية تحت الإنشاء في ممر التنمية هو المشروع الذي تقيمه مجموعة «بيفار الصناعية الصينية» المتخصصة في صناعات الكيميائيات، وذلك لإنتاج الكلور القلوي الأخضر بالمنطقة الصناعية بالسخنة، بإجمالي استثمارات تبلغ 500 مليون دولار. المشروع يتم تنفيذه على مرحلتين بمساحة 200 ألف متر مربع لكل مرحلة. وتبلغ تكلفة المرحلة الأولى 300 مليون دولار، والثانية 200 مليون دولار. ويهدف المصنع لإنتاج 100 ألف طن من الكلور القلوي ومنتجاته التكميلية، ويوفر نحو 800 فرصة عمل. ومن المقرر الانتهاء من أعمال الإنشاءات للمرحلة الأولى في النصف الثاني من العام المقبل.
وفي مجال سلاسل القيمة العالمية لصناعات معدات ومكونات الطاقة المتجددة تقيم شركة «سينجين نيو كيبينغ تكنولوجي» الصينية مصنعا ضخما لإنتاج زجاج ألواح الطاقة الشمسية في منطقة السخنة، باستثمارات تصل إلى 700 مليون دولار، على مرحلتين. كما تقوم شركة «إيليت سولار» الصينية بإنشاء مصنع متكامل لإنتاج الخلايا الشمسية الكهروضوئية، ومنظومة هندسية/تكنولوجية لإنتاج الطاقة في المنطقة نفسها، باستثمارات تُقدّر بـ150 مليون دولار، وهو ما يفتح الباب للتوسع عن طريق إقامة مجموعة متكاملة من المصانع العاملة في توفير مستلزمات أنظمة الطاقة الشمسية للسوق العالمية وليس للسوق المحلي فقط. مصنع «سينجين» الصيني هو أضخم مصنع لزجاج الألواح الشمسية في أفريقيا تصل طاقته الإنتاجية إلى أكثر من 1.5 مليون طن من الألواح، إضافة إلى أكثر من مليون طن من رمال السيليكا فائقة النقاء.
وطبقا لخطة عمل المصنع فإن الكثير من المواد الأولية مثل الرمال والأسلاك والغاز تتوفر في السوق المحلية. والصناعة المكملة لإنتاج زجاج الألواح هي صناعة خلايا الطاقة الشمسية، التي تجري إقامتها بواسطة شركة «إيليت سولار» ومن المتوقع ان تبدأ الإنتاج الفعلي في شهر ايلول/سبتمبر المقبل. ومن المتوقع أن يدفع المشروع الاقتصاد المحلي، ويساعد مصر على تحقيق هدفها في مجال الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، المتمثل في رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 42 في المئة من إنتاج الطاقة. وقالت الشركة إن مشروعها في السخنة سيُحقق أثرا بيئيا يعادل تقليل انبعاثات الكربون الناتج عن زراعة 84 مليون شجرة سنويا، ما يُبرز الأهمية البيئية للمشروع بجانب أبعاده التكنولوجية والاقتصادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى