كتاب وشعراء

فَرَّاشَــــةٌ ضَـــائِعَة ……بقلم عَدْنَان الرِّيْـــــكَانِي / 2025

يَزْحَفُ جَسَدِي الحَائِرّ
بِهَمْسِ قَدَحٍ يَنْسُجُ ضَوْؤهُ
دَاخِلَ لَوْحَةِ المُبَارَّزَةِ ،
مَعَ ظِلِ هَارِّبِ فَقَدَ تَوَازُنَهُ
بِيْنَ ألوَانِ الأبْيَضِ وَالأسْوَد ..!
وَلا يَمْتَلِكُ زِمَامَ دُرُّبِ التَرَّاجُعِ
بِهَسِيْسِ خُطَاهُ المُتَرَّهِلَة ،
ضَجِيْجُ الزَّمَانِ يَقَتَلِعُنِي مِنَ جُذُرِي
بَعْدَ صَمْتِ دَوِيّ الفُوؤسِ
التِي تَاهَتْ بَيِنَ أنِيْنُ سُقُوْطِي
وَطَقْطَقَاتِ أصَابِعِ الفَرَّحِ ،
يَخْنُقُنِي بُكَاءُ طَائِرِ نَقَّارُ الخَشَّبِ
وَتِلْكَ الفَرَّاشَاتِ الضَائِعَةِ ..
أمَامَ نَافِذَةِ مَوْتِيَ وَرَّمَادِ ذِكْرَيَاتِهِمْ
المُبَعْثَرَّةِ عَلَى حَافَةِ الطَرِّيْق
أمْهِلْنِي أرّتَدِي ِمنْ خُضَرّةِ عُيُوْنِ
الغَابَةِ شَالاً أخَبِئُ بِهِ وَجْهِي ،
ثُمَّ أتَكِئُ عَلَى كَتِفِ صَخْرَّةٍ
فَشَلَتِ الأحْزَانُ فِي ثَنِيّ كِبْرِّيَائِهِ
فَلا يُعْجِبَنِي أنْ أرّْضِعَ مِنْ ثَدِيّ
قَصَيْدَةٍ الغَزَلِ وَالقَـــرّْيَةُ خَاشِعَةٌ
فِي نَــــوَادِيْهَا بِثَــــوْبِ الحِــــدَادْ
لَكِنْ لا تَنْسَى أنَّنِي امِرَّأةٌ أحْـــمِلُ
طِفْلَكَ بِحَوَاسِيَّ السَّـــبْعَةِ ،
وأتَنَفْسَكُ بِرِّئَةِ زَمْهَرِيْرُالشَّمْسِ
كَمَا أجْبَرّتُ نَظَرَّاتِي أنْ تَكُوْنَ
حَرِيْرُ شَرّْنَقَةٍ خَارِجِةَ عَنِ النَّصْ
لأكُونَ غَيْثُ نِيْسَـانٍ مُنْهَمِرّ
أسْــــقِي ظَمَأ صَحْرَّاءِكَ
بحُمْىَ الشَّوْقِ وَانْزِلاقِ الوَدْقِ
فَوْقَ قُبَتَيَّ الخَرّسَـــــــــــاء ..!
سَأخْلَعُ قَمِيْـــصَ أبْجَدِيَةُ الصَّمْتِ
المُبَلَلِ بِتَرَّانِيْمِ الأعْذارِ قَبْلَ الِلقَاء
لِيَقِرَّ نَبْضُ السَرِيْرِ بِمَجَالَسِ الليْلِ
كَثِيْرَّةٌ رِوَايَاتُ الِصَفَوِ وَتَحَرُّكِيَّ
اللافِتْ نَحْوَ حُلْمِ الاخْتِزَال ..!
رُبَّمَا تَسْمَعُ صُرَّاخَ لَيْهِبُ جَسَدِي
حِيْنَ الهَجْرِ مُأجِجَاً بالتَفَحُمِ ،
وَقَدْ ذَابِ فِي أعْـــمَاقِهِ الوَجَعْ
حِيْنَمَا يَسْــــتَلُ النَّهَارُ بَيَاضُ دَوَاتَهُ
مِنْ فَجْرِ عَيْنَيّكِ النَاعِسَتِيْنِ ،
أخْتَلِسُ ابْتِسَامَةَ صُوْرَّتِي مِنْهُمَا
وأخَبِئُ عُرَّيَهُ بِجُفُوْنَكَ الرَّاقِصة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى