كتاب وشعراء
زمنٌ بلا جلدٍ و لا دم…..بقلم زكريا شيخ أحمد

( إلى الذين سكنهم الصمتُ حتى نسوا صراخهم )
أهيمُ…
لا لأن الريحَ نادتني
و لا لأن الشجرَ باحَ بسر انكساره،
بل لأنّ الشوارعَ امتلأتْ
بوجوهٍ بلا ملامح
و عيونٍ… تنظر و لا ترى.
يا للخذلان!
حتى القمرُ صار يضيءُ
لموائد التافهين
و يهجر دروب المجانين و الشعراءِ
و الحزانى الذين يكتبون للعتمة.
رأيتُ طفلاً
يرسمُ الحربَ بألوانٍ زاهية
و يضحكُ…
كأن الدم صار مكوناً طبيعياً
كالماء أو الحليب.
في هذا الزمن…
لا تموتُ الأحلامُ
بل تتحول إلى إعلاناتٍ مبتذلة
تُباعُ على أرصفة الفيسبوك
و تصفقُ لها الحشود.
ليس زمن التفاهة فقط
بل زمن البلادة
حيث تنكسر المرآة
و لا يشعر بها وجهُكَ.
قلت
أيها الغيمُ…
لا تمطرْ على من باعَ أرضَهُ …
أيها القلب…
لا تنبضْ إنْ صار الدمُ مجردَ نغمةٍ في نشرةِ أخبار.