رؤي ومقالات

السفير فوزي العشماوي يكتب :فضفضة

سأقول مايدور في عقلي ويمتلك تفكيري راجيا ألا يغضب البعض أو يحبط الكثيرين
تأملوا معي تجربة عبد الناصر ونهايتها المأساوية
تأملوا ماحدث في العراق وتدميره، وفي سوريا وتدجينها، وفي ليبيا وبعثرتها
تأملوا في التخطيط بدأب وصبر لسنين لإنهاء حزب الله
تأملوا في التخطيط سنين طويلة وزرع ورعاية هذه الشبكة الجاسوسية الرهيبة في إيران، التي حينما تحين ساعة الصفر فإنها تنقض لتدمر مقدراتها وتغتال قادتها من داخلها
تذكروا ماقاله د مصطفي الفقي في لحظة صدق وأغضب الجميع، من أن رئيس مصر لابد وأن ينال رضا ومباركة أمريكا وإسرائيل
تذكروا ماكتبه أمس الصديق أنور الهواري وأعدت نشره هنا من تخطيط اليهود لإختراق المجتمع المصري في كل طبقاته من قبل قيام دولة إسرائيل، تخيلوا ! من قبل قيام الدولة وهم يحرثون الأرض ويمهدون التربة ويهيئون الظروف، وبالطبع ماحدث في مصر حدث مثله في كل الدول العربية الفاعلة والمؤثرة، بل ودول المنطقة كلها
إقرأوا سيرة ومسيرة عميلهم الأهم في سوريا ( إيلي كوهين ) الذي زرعوه لسنين طوال ووصل لقلب السلطة في دمشق وإكتشف بالصدفة ودمروا سوريا ومازالوا ولم يهدأوا أو يرتووا حتي إنقضوا علي دمشق وإستردوا وثائقه ومتعلقاته من قلب سوريا منذ أسابيع
تذكروا قصة تجنيد أشرف مروان، والخدمات الجليلة التي أسداها لهم من قلب دائرة الحكم والقرار في مصر
تذكروا مآلات ثورة يناير، وكيف سقط الحكم والسلطة في حجر الإخوان، ثم طارت فجأة وسريعا لقصر الجنرال
تخيلوا معي عشرات بل مئات الجواسيس في كل المناصب والحيثيات في كل الدول المحيطة بالكيان تخدمه بصمت وإخلاص ليل نهار
حسنا، ماذا أريد أن أقول ؟
أقول بيساطة أن كل مايحدث في هذه المنطقة البائسة منذ بداية القرن العشرين وإختمار فكرة التخلص من اليهود المكروهين في أوربا، وفي ذات الوقت تعويضهم عن حجم الألام والجحيم التي أوقعها بهم الأوربيون عبر مئات السنين وكان قمة هذا العذاب هولوكوست هتلر، وتزامن هذا القرار مع التحولات الكبري في موازين القوي في أوربا وعبر الأطلسي، وفي ذات الوقت نمو الأفكار التحررية ومطالبات الإستقلال، وللمصادفة الغريبة تواكب كل هذا مع إمتلاك هذه المنطقة البائسة لمخزون العالم كله من النفط، وقود الحياة والصناعة والتقدم والسلاح والثروة، في حين راكم اليهود عبر تاريخهم المثخن بالجراح قناعة وضعوها موضع التنفيذ عبر الأجيال، بضرورة التحكم في المال والعلم وتشكيل الوعي بمفهومه الشامل من صحافة وسينما وغيره .. لكي يكون القرار التاريخي الذي إجتمعت عليه أوربا وأمريكا وروسيا، وساهم فيه المنتصرون في الحربين العالميتين والمنهزمون علي السواء، وسهروا عليه جميعا وساهموا فيه، وإلتزموا به ومازالوا وسيظلون، وهو إنشاء دولة لليهود، ولكنها دولة ليست ككل الدول، بل دولة عبارة عن دور وهدف ورسالة، وهو إعاقة أي إستقلال حقيقي يمكن شعوب هذه المنطقة من إستخدام مواردهم الهائلة في تنمية قدراتهم، أو إمتلاك قرارهم والتحكم في تدفق نفطهم، أو تصنيع سلاحهم، أو حتي الإكتفاء ذاتيا وإنتاج مايحتاجون من غذاء ودواء وكساء .. دولة تمثل رأس حربة لمصالحة العهدين القديم والجديد في مواجهة القرآن والمسلمين
ولكي يتحقق هذا لابد وأن تكون هذه الدولة أقوي من كل جيرانها، ولابد من تفتيت أي بوادر توحد بينهم، لذا لابد من التحكم تماما فيمن يتم إختياره للحكم والسلطة في دولهم التي تم تجزئتها ورسم حدودها المصطنعة بقلم سايكس ومسطرة وبرجل بيكو .. فإن نسي أحد قادتها نفسه فالجحيم مصيره ومصير دولته وشعبه
الأمر لم يقتصر بالطبع علي السيطرة علي الحكام، بل إمتد بالطبع للتحكم في مسيرة الجنرالات، والوزراء ومتخذي القرار، والأهم من ذلك مقررات التعليم، وبرامج البحث العلمي والتسليح والتصنيع، وخطط التنمية وتمويلها من موارد ذاتية أو من القروض التي تنتهي بنسفها، وتشجيع كل مشروعات وبرامج العقار واللهو والأبهة، ومحاربة كل مشاريع الإنتاج والتصنيع والقيمة المضافة، والتحكم في المشاريع الكبري التي تصنع الفارق مثل السدود وغيرها
طيب أنا برضه عاوز أقول إيه ؟!
عاوز أقول إن عبد الناصر كان صاحب تجربة إستقلال حقيقي وتنمية حقيقية فتم تدميره، وجاء السادات ليخرج مصر من الصراع وكان هذا ومازال وسيظل أحد أهم أهداف الكيان ومقومات بقائه ..
وأن صدام والقذافي نسيا نفسهما للحظة فتم التخلص منهما وتدمير دولهما
وأن خضوع بشار لم يكن كافيا لأهمية سوريا كثاني أهم دولة مواجهة بعد مصر فكان لابد من تفكيكها تماما
وأن إيران التي تحركها العقيدة مثلت خطرا بتنمية قدراتها العلمية والتسليحية فكان لابد من تدميرها
وأن مبارك الحقيقة يعد أذكي أخواته رغم كل التحفظات، فقد فهم اللعبة جيدا ومشي علي خيط رفيع ونجح نسبيا فيما فشل فيه الآخرون
طيب هل معني كدة أنه لاأمل، وأننا يجب أن نسلم أنفسنا فالمكان محاصر بالنيران من كل جانب ولامعين من الشرق الأقصي ولا من الشمال الروسي ؟! بالتأكيد لأ، وإلا ماكنتش كتبت وبأكتب كل يوم مناديا بالعلم والتعليم والوعي والتنوير والتدين الحقيقي لا الدروشة التي لاتفيد إلا العدو، والخطوات الصغيرة في طريق التقدم الطويل، خطوات ربما لاتلفت الإنتباه كثيرا او تستفزهم ولكنها تساهم علي المدي الطويل في موازنة القوة معهم
ليس لدي حلول في ظل هكذا أوضاع، حتي فكرة القائد المنقذ لن يسمح بها، وسيغتالوه أو يسقطوه أو يتركوا ذلك ( فعليا أو معنويا ) لمن زرعوهم حوله في كل مكان
أعتذر بجد وبشدة علي هذه الوجبة العدمية علي الصبح، ولكن القلب مثقل والعقل مشلول فقلت أشرككم معايا، يمكن يكون فيه عندكم حلول، أو يمكن حد يطلعني غلط في كل اللي قلته وان الدنيا احسن من كدة، ساعتها حقيقي هأكون أسعد الناس !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى