نورُ النبوّة.. بقلم : سما سامي بغدادي

نورُ النبوّة
هو الحبيبُ شفيعَ الخلقِ مُكتملُ
تمشي الفضائلُ في خطوِاتهِ تَجلُ
في وجههِ البِشرُ، في عينيهِ رحمتُهُ
وفي يديهِ شفاءُ الجرحِ يبتهَلُ
ما قالَ قولًا، سوى صدقٍ يجلجله
لا وعدَ إلا وفىه، القولُ مُحتملُ
كأنّهُ البدرُ، بل فوقَ البُروجِ سَنا
إذا تكلّمَ، فالإلهامُ مُنهمِلُ
يحنو على الطفلِ، والأيتامُ مُعتمَداً
ويجبرُ الكسرَ، والخفّاق منخذل
لا يَجهلُ الحقَّ، بل بالحِلمِ متصفاً
وإن جُهِلتَ عليهِ، الصفحُ مُتّصلُ
من مثلُهُ؟ وهو المختارُ مُنزلةٌ
نورٌ، ورسْمُ السماحاتِ التي نُقِلُوا
يمشي تواضعَهُ، لا زهوَ يُلبسهُ
وفي سكونِ الخطى، عزمٌ ومُشتعلُ
ما خيّرُوهُ، وكان الخيرُ عادتهُ
إلا اتي الخير من عينيه يكتحل
طابتْ يَداهُ، فما آذتْ، ولا خذلتْ
فالخير من كفّه للناس متّصل
سَمتْ حضارتُهُ، بالعدلِ منصفةٌ
وارتادَ نورُ الهُدى ما لم يكن يَصِلُ
علّمْتَ أمّةَ خيرٍ كيف تَنهضُها
حتى غدتْ خيرَ خلقِ اللهِ تَحتملُ
من كفّهِ سالَ علمٌ لا يُقاسُ بهِ
والعلمُ منهُ نهورٌ ما لها طُللُ
فانظرْ إلى الغربِ، والأكوانُ ساجدةٌ
لرَوحهِ حينَ مرّتْ في الدُّجى المثُلُ
ما من مَقامٍ سَمَا، إلا له أثرٌ
وكلُّ فضلٍ بنى في ذكرهِ أمل
يا سيدي، بكَ قد زانتْ مكارمُنا
وزانَ دينُ الهُدى، والشرعُ مُعتدلُ
أنتَ الحقيقةُ في دنيا بها كَذِبٌ
وأنتَ نورُ الدُجى، والعُمرُ مُقتبِلُ
صلّى عليكَ إلهُ العرشِ ما بهُتت
نجوى المحبّينَ، أو حنّتْ لهم سُبُلُ
يا منْ بهِ اكتملَ الإحسانُ واتّسعتْ
أكوانُنا، وبهِ الأرواحُ تشتعلُ
صلّى عليكَ ضياءُ الكونِ في شغفٍ
ما لاحَ فجرٌ، وما هبّ الصبا الأولُ
يا مُرسَلُ اللهِ، يا من فيكَ مكرمةٌ
تمشي إليكَ القلوبُ الظمأُى تَبتهلُ
صلّى عليكَ جلالُ اللهِ في أبدٍ
ما دامَ ذِكرُكَ في الأسحارِ يكتملُ
صلّى عليكَ صلاةَ العطرِ في شجرٍ
والنّجمُ في ليلهِ الساجي إذا نزلوا
صلّى عليكَ، وقلبي فيكَ مُنجدلٌ
يا سيدي، وبكَ الأرواحُ تتّصلُ
سما سامي بغدادي
كل عام وانتم بالف خير يارب