كتاب وشعراء

سِفْرُ السَقْطةِ الأولى/للمبدعة السورية الدكتورة مرشدة جاويش

دعمك للعربي اليوم كفيل باستمرارنا

#سِفْرُ #السَّقْطَةِ #الأُولَى

فِي صَمْتِ الأَزْمِنَةِ الَّتِي لَمْ تُخْلَقْ بَعْدُ
كُنْتُ نُقْطَةً تُعَادِلُ مِقْيَاسَ الْوُجُودِ
تَوَهَّجْتُ مِنْ شَفَاهِ الإِيحَاءِ
ثُمَّ غَابَتْ عَنِّي الْجُذُورُ
تَسَلَّلْتُ مِنْ خَاصِرَةِ اللَّا مَكَانِ
مُلْتَفَّةً بِرَعْشَةِ مَلَكٍ
هَوَى فِي عُمقِ نَشِيدِكَ
يَا أَنْتَ
يَا خَفَقَانَ الْفِكْرَةِ فِي صَدْرِ الْكَوْنِ
كَمْ صَهَرْتَنِي
فِي أُبَّهَةِ الضِّيَاءِ الَّذِي يُشْبِهُ الْجُحُودَ؟
كَمْ دَسَّسْتَنِي
فِي مَجَارِي النَّسْيِ
كَأَنِّي الْحُبْلَى مِنْ نَفْيٍ
تَصِيحُ وَلَا تُسْمَعُ
كُنْت أَنْفَاسِي الْمُشْتَعِلَةَ
تَصْعَدُ كَالْأُوْرَادِ فِي جَبِينِ الْفَوْضَى
وَتَحْنُو عَلَيَّ
كَفَخٍّ مِنْ سَمَاءِ لَا يَغْلِقُهُ الْغِيَابُ
يَا مَدْرَجَ النُّورِ
يَا تَأْوِيلَ نَايٍ فِي خَاصِرَةِ التَّكَوُّنِ
أَرَأَيْتَنِي؟
كُنْتُ نَصّاً يُفْسَرُ بِغَيْرِ بَصَرٍ
وَمَجَازاً يَتَلُوهُ الْبَدْءُ فِي هَذَيَانِهِ الْأَوَّلِ
أَنَا الآخِرَةُ الَّتِي غَفَلَتْ عَنْهَا النُّبُوءَاتُ
أَنَا الشَّطْرُ الَّذِي تُرِكَ
خَلْفَ السُّؤَالِ الأَوَّلِ
أَنْزِفُكَ
أَنْزِفُكَ كَأَنِّي كَائِنَةٌ نَهَضَتْ مِنْ طُوفَانِ ذَاتِهَا
وَمَا وَجَدَتْ سِوَى ظِلٍّ لَكَ
يَجْلِسُ عَلَى الْحَافَّةِ
فَأَيُّكُمَا هُوَ الْبَدْءُ؟
هَلْ أَنَا الَّتِي وُلِدْتُ مِنَ الصَّمْتِ
أَمْ أَنْتَ الَّذِي جَرَى كَبُكَاءِ سِرِّي؟
أَنَا أَمْ ذَاكَ الْحُزْنُ
الَّذِي يَمْحُو حُدُودَ الظِّلِّ
وَيُطْفِئُ نَارَ الذِّكْرَى
وَيَغْسِلُكَ مِنْ دَمِي؟

#مرشدة #جاويش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock