رؤي ومقالات

محمد نبيل كبها يكتب :جيناتي المثليّة جعلتني أفعلها

بين الحين والآخر تطفو إلى السطح دراسات علميّة تصدع بإكتشاف جين الشذوذ الجنسي ال Gay Gene التي تزعم أن المثلية الجنسية هي أمر طبيعي وفطري لدى البشر! فما هي حقيقة الإدِّعاءات العلميّة حول الشذوذ الجنسي؟ وهل المثلية الجنسية سلوك طبيعي ناشئ عن موروث جيني تطوّر عبر ملايين السنين من كائنات أقل منا درجة كالحيوان؟ وهل المثليّة الجنسية والشذوذ الجنسي ناشئ عن جين مسؤول عن الميول الجنسي والمثلية الجنسية؟ أم هي سلوك مكتسب وخلل نفسي مرتبط بعدّة عوامل إجتماعية وبيئية وتربويّة؟!
أولا: القول بأنّ المثلية الجنسية سلوك طبيعي ناشئ عن موروث جيني نُقل عبر ملايين السنين من كائنات أقل منا درجة كالحيوان، هو القول بنظريةّ التطوّر للعالم الكبير (تشارلز داروين) وأن الكائنات الحيّة وعلى رأسها الإنسان تم إنحدارها من بعضها، فهو كما تقول النظريّة نتاج تطوّر من كائنات سبقته على مدار ملايين السنين، وأن إحتمالية إنتقال الشذوذ والمثلية من قبل الحيوانات أمر وارد وكبير بالنسبة للمثليين، حيث أنه في المملكة الحيوانية تمت ملاحظة بعض الحيوانات التي مارست الشذوذ والمثلية، وبهذا فإن إنحدار الانسان من الحيوان أو كائن أقل منه قد مُرِّر عبره الجين المسؤول عن الشذوذ والمثليةّ!

عام 1941 إجتمع العلماء في مجالات عديدة لإنقاذ نظريّة التطوّر بعد فشلها، فقاموا بإختراع علم الطّفرة الذي يقوم على تحوّل نوع من نوع آخر، ومبدأ الطفرة هو قطع وإستبدال الّلبنات المكوّنة من ال Dna فقام العلماء بعمل دراسة على ذبابة الفاكهة ل 50 عام، وقاموا بتهيئة الأجواء والمناخ والعلوم لكي تحدث الطّفرة لها، وعندما حدثت الطّفرة لها نَتَج تشوّه لهذه الحشرة! ونبتت أقدامها من رأسها! وهذا يعني أنّ الطّفرة تؤدّي إلى أقزمه أو عملقه أو سرطانات أو توحّد أو تشوّهات خلقيّة أخرى! فأنواع الطّفرات إمّا داخليّة أو خارجيّة، وأي خطأ يحدث في نسخ شريط DNA يكون طفرة داخليّة، وتُحدث مصيبة من خلفها وتشوّهات وهي نادرة! وأي تعرّض لمعالجات إشعاعيّة أو كيميائية أو لحرارات مميتة أو إضاءات مبهرة أو ظلمة شديدة تكون طفرة خارجيّة تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الخبيثة والسرطانات! والسّؤال الآن: كيف تقول لي أن الطّفرة تعمل على تحويل كائن إلى كائن آخر؟ الطّفرة غالبا في جميع أحوالها ضارّة وتؤدّي إلى تشوّهات، وكما قال العالم (بيجي رانجاثان) وهو من كبار علماء التطوّر قال: أن الطّفرة لها ميّزات أربعة: نادرة، محدوديّة، عشوائيّة، ضارّة .
وقام الباحث التطوري بجامعة ميتشيجن الأمريكية (ريتشارد لينسكي) برصد علامات التطور في البكتريا لمدة 20 سنة بتعقب 40,000 جيلًا من البكتيريا، وفي النهاية أقرّ أنه لم يكن هناك تغيّر في أي جين مفيد أو بَنّاء طوال هذه المدّة! ويعلّق أستاذ علم الجراثيم بجامعة بريستول البريطانية (آلان كلينتون) متسائلًا: ولكن أين هو الدليل التجريبي؟ لا يوجد إدّعاءٌ في الأدبيات العلمية أن نوعًا من الكائنات الحيّة قد تطور إلى آخر؟! (البكتريا) وهي أبسط صور الحياة المستقلة، تُعتبر مثالية لهذه الدراسة، فهي تُنتج أجيالًا كل 20 إلى 30 دقيقة وتُمَثل مَجاميع كل 18 ساعة، ولكن طوال 150 عامًا من دراسة علم الجراثيم، فإنّه لم يتبيّن لهم على أنّ هناك دليل واحد أنّ نوعًا من البكتيريا قد تغير إلى آخر!
ثانيا: إستدلال السلوك المثلي الجنسي للإنسان غريزيّا بالسلوك المثلي الجنسي لدى الحيوانات هو إستدلالٌ خاطئ وغير صحيح لثلاثة أسباب: الأول- بما أن المرجع سلوك عالم الحيوان، فالحيوانات تمارس البيدوفيليا (Pedophilia) لديها علاقة محارم (أب وإبنته، أم وإبنها، أخ وأخته، وغيرها) السؤال: لماذا لا يتقبل ولا يَسمح مجتمع المثلية الجنسية ممارسة علاقة أم مع إبنها أو أب مع إبنته أو أخ مع أخته داخل محيط المثليّة!؟ أليس المثليّون يستدلّون بالسلوك المثلي الجنسي لدى الحيوانات! فلماذا يؤمنون ببعض حيونة الحيوان ويكفرون ببعضه!؟ إن أردتم الإستدلال بسلوك الحيوان فيجب على المُجتمع المِثلي أن يتقبّل البيدوفيليا في محيطه! وأن يتقبل علاقة أم مع إبنها أو أب مع إبنته أو أخ مع أخته داخل بيته!؟
مثليّة الحيوانات غرائزيا وسلوكيا لا يصح قياسها على مثليّة الإنسان، فالأرملة السوداء تقتل زوجها بعد التزاوج! والقطّة لديها غريزة تسمّى (Cannibalism) أي أنها تأكل إبنها عندما تجوع! وهذا بسبب بعض التغيّرات السيكولوجية والعضوية، وهو فعل غرزي، فهل يصح عند الإنسان أن تأكل الأم إبنها عندما تجوع؟! بدعوى أن هذا السلوك طبيعي عند الحيوان؟! أو أن نبرّرلآكلي لحوم البشر شنيعهم! هذا هراء…
وهناك تجربة مشهورة قام بها مجموعة من العلماء، حيثوا قاموا بفصل مجموعة من القردة الذكور عن أمّهاتهم وتمت تنشئتهم دون وجود الأم، وعندما كبرت هذه القردة الذكور، قام العلماء تقديم قردة أنثى مقبولة جنسيًا إليهم، لكن ردةّ فعل القردة الذكور أنها إحتارت! وظلوا يتخبطون في إستغراب! بل حاولت بعض القردة الذكور جِماعها إلّا أنهم فشلوا! فأثبتت هذه الدراسة أن السلوك الجنسي يكتسب “على الأقل جزئيًا” خلال التنشئة، ويتأثر بشكل قوي بالتربية منذ الصغر، وليس شيئاً فطريًا ثابتاً مغروسًا لدى القردة منذ ولادتهم، وأن العوامل الإجتماعيّة والمتغيّرات البيئية لها دور كبير في حدوث الميول الجنسي والمثلية الجنسيّة.
لذلك: أي سلوك يُعتبر طبيعي أومقبول في عالم الحيوانات لا يُبرر أبدا أن يكون طبيعي أو مقبول في عالم البشر! نحن لا نُنكر يا سادة وجود هذه السلوكيات في عالم الحيوانات، ولكن هذا عالم الحيوانات ونحن بشر ولسنا حيوانات!
وثالثا: إذا كانت المثليّة الجنسية مُورّثة من الأب أو الأم إلى الأبناء ومُمرّرة عبر الجينات، فكيف تفسّر حالة التوائم الذكورية المتطابقة تماما جينيّا!؟ حيث عند كهولتهم كان أحدهم في أميركا، والآخر في أوروبا، وعندما تم الحديث معهم بعد وقت طويل، وجدوا الذي يسكن أميركا شاذا ومثلي الجنس، وأخوه التّوأم الذي يسكن في أوروبا كان طبيعيا ومتزوج من إمرأة! إذن: كيف تفسر أن الأخ في أميركا شاذا وتوأمه في أوروبا طبيعيا مع أن الإثنين يحملون نفس الحوض الجيني!؟
وهذا ما قاله الطبيب (Franz joseph kallmann) الذي وضع نظريّة التّوأمين في المثليّة الجنسيّة، بأن التّوأمين يجب أن يكونا إما شاذّين أو طبيعيّين لأنهما يمتلكان نفس الحوض الجيني، فإذا كان أحدهم شاذّا والآخر طبيعي، فهذا يعني أنّ هناك عوامل خارجيّة إستحثّت الآخر ليصبح شاذّا، وهذا يؤكّد أنّه لا يوجد أبدا جين مسؤول عن المثليّة، والمثليّة هي نتيجة عوامل إجتماعيّة ومتغيّرات بيئيّة ومتغيّرات تحدث بعد الولادة.
الطبيب (William billie) والطبيب (Richard billard) قاموا بدراسة السلوك الجنسي للتوائم، وإنتهوا إلى أن السلوك الجنسي لدى التوأمين أمر متفاوت جنسيا، فقد يكون أحدهم Gay والأخر طبيعي Normal وقد يكون أحدهم homophobic يكره المثليّة الجنسيّة! وهذا يؤكد أن المثلية الجنسيّة ليس جينيّة، وإنما خاضعة للتغيرات البيئيّة ونشأة الطّفل والتربية.
وأول من وجد علاج للمثليّة الجنسيّة هو الطبيب (Robert Spitzer) وهو أبُ الطب النفسي الحديث، حيث وجد علاج يسمى (Reparative) وهو علاج بدون دواء، وقام بتجربة هذا العلاج على 200 مثلي، وكانت النتيجة أن معظمهم عادوا إلى وضعهم الطبيعي ورغبتهم بالجنس الأخر.
في النّهاية:
الممارسة الجنسية المثلية لا تعد حقاً من حقوق الإنسان، لأنها تتناقض مع الحق الإنساني المركزي وهو ضمان الأمن الوجودي والبقاء وحفظ النوع الإنساني، لا يوجد تكاثر من خلال المثلية، بل هناك الموت ينتظر كل مثلي عبر مرض الإيدز.
ومن أقوى الأدلّة على أن الشذوذ والمثليّة الجنسيّة قضية ليست جينيّة أن الله تعالى لم يخلق الإنسان آدم (ذكر لوحده) ليكتفي الرجل بالرجل فقط، أو حواء (أنثى لوحدها) لتكتفي الأنثى بالانثى فقط، بل خلق الإنسان من (آدم وحواء) فكلمة الإنسان لا تعني (الذّكر) لوحده فقط، ولا تعني (الأنثى) لوحدها فقط، بل تعني الذكر والأنثى معا، قال تعالى: وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (الآية رقم 45 من سورة النجم) وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا (الآية رقم 1 من سورة النساء).
مشروع المثلية المُنحط الإكتفائي (إكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء) هو الدلالة على قرب إنقراض النوع الانساني، كما جاء في الحديث عن سيدنا محمد ﷺ أنه قال: إذا عملت أمتي خمسًا؛ فعليهم الدمار: منها، إذا إكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وفي رواية أخرى: لا تنقضي هذه الدنيا حتى يستغني الرجال بالرجال والنساء بالنساء.
لذلك تذكّروا كلماتي: إنتظروا الأمراض، إنتظروا المسخ، إنتظروا الإندثار، إنتظروا الإنقراض، إنتظروا طي بساط النوع الإنساني عندما يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى