كتاب وشعراء

سابرينا عشوش في مجاراة قصيدة الشاعر متولي عيسي

سابرينا عشوش في مجاراة قصيدة الشاعر متولي عيسي

كيف تُسالِمُ قاتِلَكْ؟

لاتُسالم من يكرهك
كن على حذرٍ منه
ولو أبدىٰ لك ودا ظاهرًا
قلبُه -الذي لايُحبك- سيقلبه عليك
غدرًا كان .. أو لَحظَ عين
لاتصدق من يحمِل خِنجرًا تحت ثيابِه
لو كان سويًا لأبانه
فكن على حذر ممن خدعكَ
إنما يتربصُ فرصةً ليقتلك
الذي قتل أبيكَ لن يرحمك
لاتنم عند مَهبط السيل
ثم تقول “يد الله” ستحميني
فهذا قِمةُ الجهل
إبْنّّ حِصنك فوق الجبل
وداوم المراقبة والعمل
ولايساورك الملل
ثق بذراعك يتحققُ الأمل
العقلاء لايأمنون الأفاعي
ولايصاحبون المجبولون على الغِل
كن نبيلا مع الآخرين حتى آخر رمق
إلا الذي غصب حقلك وهدم سقف بيتك
لن تصفو لمن قتل دجاجتك ..
فكيف تصفو لمن قتل والدك ؟
كيف تنام بجوار من سرق مخدع أخيك
ودمر بيته .. ومحا دربَك
ألف كيفٍ وكيفْ
إنزع يدَكَ من يدِهِ
واستّلَ السيف
أمرك بيدك
فأحذرِ الحَيفْ
=========
متولي عيسىٰ

تعقيبي/..
هذه القصيدة تحمل نَفَسًا ثوريًا غاضبًا، مليئًا بالحكمة الحادة والتجارب القاسية، وتدعو إلى الحذر، إلى اليقظة، بل إلى الرفض القاطع لأي تصالح مع الغدر أو تسامح مع القاتل.

الشاعر متولي عيسىٰ يصوغ نصه بنبرة صارمة، واقعية، خالية من التمنيات الساذجة أو الدعوات الخيالية للسلام مع من لا يؤمن بالسلام أصلًا. يبدأ بالتحذير: “لا تسالم من يكرهك”، ويُصعد الخطاب تدريجيًا نحو مواجهة الحقيقة المرة….

مجاراتي؛
لا تُصافحْ الخنجر
قصيدة/ لا تغفر للخيانة

لا تُصافحْ مَن غرسَ الخنجرَ في ظهرك
لا تُسالمْ غدراً ما زالَ يلمعُ في ظهرك
وابتسمَ كأنّ الدمَ ماءٌ يُغسلُ به الذنبْ،
لا تُهادنْ من كانَ عاصفةً
ثمّ تسلّلَ إليكَ بوجهِ النسيمْ،
هو لم يهدأ… بل اختبأ،
ينتظرُ ساعةَ السقوطِ كي يُجهزَ على ما تبقّى منكْ.

الذي خنقَ صوتَكَ
لن يُنصتَ لشكواكْ،
والذي كسرَ بابَ دارك
لا يمنحُك مأوى، بل رمادًا في فمِ الليلْ.

فكّر بعقلِ المجروحين، لا بقلبِ الأنبياء،
الأرضُ لا تُورقُ سلامًا فوق رمادِ الخيانات،
مَن داسَ ظلّك يومًا
سيُطفِئُ نورَك إن عاد.

لا تُنخدعْ بزينةِ القولْ،
فالحنينُ سُمٌّ إن خرجَ من فمِ قاتل،
والعتابُ نزيفٌ لا يحتملهُ القلبُ النبيل.

اغلقْ بابَك على النقاء،
ولا تفتحْ نافذتكَ لرصاصةٍ مُغلّفةٍ بالاعتذار،
الندمُ لا يُعيدُ المرايا
ولا يُصلِحُ الزمنَ المسروق.

كن نبيلاً، نعم،
لكن لا تُكرّر الجُرح،
ولا تُقيمَ الولائمَ لِمَن خبّأ السمَّ في كفِّه،
فالرعدُ لا يُصافحُ مَن زرعَ الصاعقةَ في السماءِ
والسيفُ لا يبتسمُ إلّا حين يرى الظّهرَ عاريًا.

لا تُعطِ مَن خانك فرصةً ثانية،
فالعقلاءُ لا يسقطون مرتين
في ذاتِ الفخّ الذي صاغتهُ أيادي الغدر.

إن أردتَ السلام،
فابدأ من الداخل
واحرسهُ بالسيف
لا بالنداء.
‏Sabrina Sari

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى