كتاب وشعراء
شوكة….بقلم نجمه آل درويش

صدرت آهاتها من أعماقها، موجعة، ثقيلة، كأنها تنهيدة عمر بأكمله.
لا ندم لها إلا على مشاعرها — الكنز الوحيد الذي وهبته بكل صدق، لشخص يجيد الإفلات من القبضات، ويُتقن النظر من زاوية مصلحته فقط.
رأته يُبدّل الوجوه كما تُبدّل الأقنعة، لا يتوانى عن استبدال إنسان بآخر كلما اقتضت مصلحته ذلك.
كان يجيد أن يُغيّر في اللوحة المرسومة؛ يمسح ملامحها بهدوء، ويرسم بدلاً منها تفاصيل تليق بحكايته القادمة.
وهي تجر مرارتها،
وثقلها وحدها، وتحمله سرًا في صدرها كما كان يريده من البداية،
سرًا.
تراه شوكة في عينيها،
كلما تذكرته وخزتها.