طافت الدماء.. بكت الملائكة.. بقلم : سابرينا عشوش ردا على : طلعت قديح

إلى الأعراب على جبل عرفة:
ونحن نقتل ونحرق ونجوع
أنتم الشهود على المقتلة، الصامتون على إبادتنا.
“لا حجا مبرورا ولا سعيا مشكورا ولا ذنبا مغفورا، وتجارتكم تبور”.
إلى كل العالم
لا خير لكم في كل عام.
طلعت قديح
ردا على الأديب 👇
“حين طافت الدماء… بكت الملائكة ”
“من غزّة إلى مكة… هذا هو النداء
“غزة تُكبّر تحت القصف…
“حجّكم إلى جيوبكم… وغزّة تُذبح”
من دمٍ وصدقٍ… تُطعنُ القضية،
ويُشهرُ النفاقُ خنجرَهُ في خاصرةِ القدس.
نُنَبّهُ… نُفكّرُ…
كيف لبيتِ الحجيجِ أن يمتلئ؟
كيف ترتفعُ الأكفُّ طاهرةً،
وفي غزةَ يُرفعُ الطفلُ كفنًا، لا يدًا؟
أيُّ بيتٍ للهِ تطوفونَ حوله،
وبيتُ الطفلِ في غزةَ سقفُهُ دخانُ القصف؟
أيُّ طُهرٍ هذا؟
والأشلاءُ تسجدُ في محرابِ العجز!
يا من ذهبتم تُلبّون نداءً،
وتركتم صرخةَ غزةَ بلا مُجيب…
هل صار الحجُّ سياحةً فاخرة؟
هل صار ثوبُ الإحرامِ مُكيّفًا؟
والنيّةُ… صورةً مفلترةً على “إنستغرام”؟!
طفلٌ في غزةَ يسأل:
أيرضى اللهُ أن أُترك جائعًا
بينما الخرافُ تُذبحُ في الحرم،
ويُهدرُ اللحمُ في صواني الذهب؟
أهذا هو الدين؟
أن تطوفوا بالكعبة،
وتنسوا مَن طافَ الموتُ على جسده؟
قل لي، أيها الحاجُّ بلا ضمير،
هل اللهُ يسكنُ الفندقَ الذي حجزتَه؟
هل يرضى عن قبّعتك المكويّة؟
أتشتري مرضاته بالدينار،
وتغضّ طرفكَ عن العار؟
غزّة تُصلّي بلا وضوء،
تُسبّحُ من غير ماء،
تُكفّن أبناءها بخرقِ الطحين…
وتنتظرُ،
بينما أنتم تشترونَ تأشيرةَ الغفران،
وتبيعون أطفالَها بتأشيرةِ موت!
أيّها العربُ…
يا مَن تأكلون لحمَ المظلومِ في صمت،
وتشربون نخبَ الخيانةِ على موائدَ من دم،
يا أسيادَ القصورِ…
كلُّ قضمةٍ من لحمِ ترفكم
قطعةٌ من أجسادِنا،
كلُّ دينارٍ تبذلونه للترف،
هو قنبلةٌ على حضانة!
غزّة لا تتعرّى… أنتم العراة،
غزة لا تبيع… أنتم من بعتم أمّهاتِكم
في مزادِ سلامٍ مهزوم!
يا من تحجّون بلا قلب،
وتعودون بلا كفن،
اعلموا:
لن تُسعفكم أكفانُكم يوم الحشر،
ولا شفاعةَ لِمَن خانَ الدم،
وأنكرَ صرخةَ الشهيد!
احذر…
من طفلِ غزةَ إذا وقف على قبرِ أمه،
ورفعَ التكبيرة:
“لبّيك اللهم لبّيك”
لا على جبلِ عرفات،
بل فوقَ ركامِ بيتٍ
كان مزارعَ طفولتِهِ…
احذر…
وأنت تغطّ في سريرِك الذهبي،
وهو يسهرُ على شمعةٍ
تذوبُ من قهرِ الظلام،
يرفعُ دعاءَه من شقوقِ الحنجرة،
ودعاؤك لا يبلغُ سقفَ فندقك!
احذر…
وصباحُ العيدِ يبتسمُ لك بثوبِكَ المُزركش،
وحذاؤك اللامعُ يعكسُ قبابَ الحرم،
وابنُ غزةَ يمشي حافيًا…
لا يعرفُ زيارةً إلا قبرَ أمه،
ولا يرى كعبةً
إلا في صورةٍ ممزّقة
تحتَ وسادتِه من حجارة.
احذر…
إن كبرَ طفلُ غزةَ وهو يُحدّقُ في السماء،
لن يُلقي حجرًا…
بل سينفجرُ بالحقِّ في وجوهِ الطغاة،
وسيقولُ لكم ذات فجرٍ:
“ما عادت مكةُ لكم،
ولا المدينةُ تسعُ نفاقَكم!”
“حين تصرخ الملائكة لبيكِ يا غزة…
Sabrina Sari 🇵🇸🇩🇿