مطبات هرمة….بقلم وليد العايش

حين تأتين مرة أخرى ‘ ربما يكون قد أصابني الهرم ‘ أو فقدان مؤقت للذاكرة ‘ حينها لعلي أحتاج إلى إعادة برمجة كهذا الكون ‘ أو إعادة ترتيب كخصلات شعرك الأسود ‘ أو لعلي أكون في أحد المصحات ‘ فإن بعدك كان هنا ‘ فعاث في رأسي فسادا ‘ ك النمل حينما ينفرد بأرض ما ‘ وربما أكون قد نسيت النشوة الكبرى .
ربما تجدين التجاعيد قد أكلت وشربت على مائدتي ‘ فانهار الجبين إلى أسفل كصخرة نبذها الجبل فغادرت مرغمة ‘ بينما شعري تحول إلى كتلة من الثلج المدمج بالدماء ‘ فإن القهوة تصبح أكثر هشاشة إن لم تبلغ الصباح ‘ والمطر يمسي أكثر اضطرابا إن عاندته السماء .
حين تنتهين من رحلتك إلى اللاشيء ‘ ستعودين مضرجة ببعض الحب ‘ وبعض الشوق إلى ذاكرة الماضي ‘ سيكون الدرب طويلا حينا ‘ وقصير في بعض الأماكن ‘ سوف تعانين من المطبات الكانونية ‘ ترتجفين من برودة القلب ‘ لكنك ستأتين رغم كل العقبات .
حين تأتين مرة أخرى ‘ سوف أهرول وأنا الهرم ‘ كي أحتضنك كما فعلت منذ سنوات الشتاء الأخير ‘ سأهمس لك بأني: ” مازلت أحبك” وأخبرك بأنه رغم البرد فإني لم أدع عيناي تغادران ناصية الطريق ‘ سأخبرك أيضا أيتها السمراء ‘ بأن الرجال تصون العهد وإن هرمت ‘ وإن هجرتها الذاكرة ‘ ربما ألثم جبينك ‘ أو ثغرك ‘ أو أي مكان آخر ‘ لست أدري ‘ فعندما يسقط المحال ‘ يتحرر المطر من سلاسل الغيم ‘ وتخضوضر شجرة السنديان رغم بلوغها سن اليأس ‘ لن أدعك تغادرين بعدها ‘ سوف ابتسم لك ‘ كما تبتسم الأرض للخضرة المنبعثة من رحم التصحر ‘ يا صغيرتي سوف ابتسم لك كما يبتسم الربيع للزهور بعد طول غياب .
حين تأتين مرة أخرى ‘ ستجدين كل شيء كما تركته ‘ إلا أنا فربما أكون قد هرمت أكثر ‘ لكني مازلت أحبك أكثر وأكثر .