محمد جمال عرفه يكتب : حول مقترح وقف اطلاق النار الأميركي الحالي في غزة

• حماس ستتبع نفس أسلوب التفاوض وهو “نقبل الاتفاق .. ولكن” بهدف تحسين الشروط .. لكن مرجح بنسبة كبيرة أن تقبله بسبب وصول معاناة السكان مرحلة لا يمكن الصمت أمامها وأهمية “التقاط الانفاس”
• اتوقع أن حماس ستتعامل هذه المرة بحزم أي توقف تنفيذ الاتفاق لو قام الاحتلال بأي خرق لذا طلبت تجزئة تسليم أسرى وجثث الاحتلال لأن الصهاينة وخطة ترامب تتلاعب بالكلمات فمثلا يتحدث مقترح أميركا (هو مقترح إسرائيلي في الأصل) عن توقف العمليات الهجومية داخل غزة، وليس عن سائر العمليات، بمعنى، يمكن للعدو شن غارة أو قصف بذريعة أنها عملية دفاعية، وفي هذه الحالة ستوقف حماس التبادل.
• خطة إسرائيل هي تنفيذ ما فعلته مع حزب الله وإيران .. فهي تستبيح لبنان ومواقع حزب الله وسط صمت مريب من الحزب منذ مقتل حسن نصر الله، وتعلن أنها ستنفذ نفس السياسة (المبادرة بالقصف لفرض حالة بلطجة دائمة) مع إيران .. وبالتالي لو نجحت حماس في إفشال هذه الخطة (المبادرة القصف) ستكون حققت مكسبا كبيرا على طريق انهاء الحرب.
• خطة ترامب تتحدث عن (إعادة انتشار) وليس (انسحاب)، ووفق خرائط يتم التوافق عليها وليس وفق الوضع الذي تم التوافق عليه في اتفاق يناير الماضي وهو ما لن تقبله حماس غالبا.
• إسرائيل وأميركا يريدان استمرار إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية عبر (مؤسسة غزة الانسانية الدولية) المشبوهة ومقرها في أميركا .. والتي يقوم بها مرتزقة أميركيون يقتلون هم وجنود الاحتلال الفلسطينيين خلال أخذهم المساعدات .. ولو حدث هذا سيتم تعميق المجاعة والفوضى وخلق واقع بديل للحكم غير فلسطيني، عبر شركة مرتزقة أميركية، وصحيفة وول ستريت جورنال قالت (لم يُحدد بعد آلية توزيع المساعدات، لكنها جزء أساسي من الاتفاق).
• كل ما يدور حول وقف الحرب خلال فترة وقف القتال (60 يوما) تختلف رؤية كل طرف له جذريا: فحماس تريد وقف الحرب نهائيا وانسحاب الاحتلال بالكامل من غزة، وتل أبيب تربط ذلك بإنهاء حكم حماس لغزة وإبعاد قادتها عن غزة وتسليم السلاح وهي أمور مستحيلة لن تقبلها حماس ما يعني أن الحرب سوف تستمر إلا لو كانت هناك مصلحة لترامب في وقفها لتعميم اتفاقيات التطبيع مع السعودية ودول أخري في هدوء.
• صحيفة “هآرتس” نقلت عن مصدر إسرائيلي أمس قوله إن المقترح الأخير لا ينص بوضوح على أن إسرائيل تعتزم إنهاء الحرب، وادّعى أنه “توجد فيه ضمانات قوية للغاية بهذا الخصوص”
• حماس ستضمن بهذا الاتفاق على الاقل اطلاق سراح ألاف الفلسطينيين من سجون الاحتلال ومنهم أصحاب محكوميات عالية وقادة كبار وادخال مساعدات كثيرة وضبط أوضاع المقاتلين
• صحف إسرائيل تقول أن (نتنياهو قد يلتزم بوقف إطلاق نار محدود زمنيًّا وليس بإنهاء الحرب) لكن دونالد ترامب، تحدّث في الفترة الأخيرة عن إنهاء الحرب على غزة لأول مرة لأنه يدرك أنه لا حل سوى وقف الحرب.
• تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن حكومة نتنياهو لن تكون مهدّدة بالسقوط، وإنما قد يتكرر سيناريو وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في يناير الماضي عندما انسحب الصهيوني المتدين بن غفير وزير الشرطة من الحكومة، ثم عاد إليها بعد استئناف الحرب في 18 مارس.
• وبالنسبة للصهيوني القذر اللئيم الثاني (سموتريتش)، وزير المالية فإنه إذا اقتنع بأن وقف إطلاق النار سيكون لشهرين، ويتم الإفراج عن أسرى إسرائيليين خلالهما، لن ينسحب من الحكومة، لكن إذا تبين له أن الحرب انتهت، فإنه لن يبقى في الحكومة، وبذلك ستسقط، لأنه لن تكون هناك أغلبية داعمة لها في الكنيست.
• تُظهر جميع الاستطلاعات أن أحزاب الائتلاف الحاكم لن تحصل مجتمعة على أغلبية في الكنيست تمكن نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة (لهم حاليا 51 مقعد من 120 مقابل 59 للمعارضة) لذلك سيصرّ نتنياهو على إبقاء تحالفاته الحالية مع أحزاب ائتلافه على حالها، ما يعني أنه قد يتجه إلى اتفاق وقف إطلاق نار محدود زمنيًّا بستين يومًا وتبادل أسرى، لكنه سيرفض إنهاء الحرب.
• هذا يعني أن نتنياهو سيواصل جرائم الإبادة الشاملة ضد الفلسطينيين في غزة، التي أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 57 ألفًا، إضافة إلى عدد غير معروف من الشهداء الذين لا تشملهم الإحصاءات الرسمية، لكن يُقَر عددهم بحوالي عشرين ألفًا أخرى، و134 ألف جريح، ودمار رهيب وشامل في القطاع.
• أعلن ترامب أنه سيكون حازمًا مع نتنياهو، خلال لقائهما في البيت الأبيض الأسبوع المقبل لكن ليس واضحًا ماذا يقصد بالحزم. فخلال لقائهما السابق، في أبريل، أعلن ترامب أنه سيدخل في مفاوضات مباشرة مع إيران حول اتفاق نووي جديد، فيما ظهر نتنياهو كمن أُصيب بصدمة. وتبّن لاحقًا أنهما اتفقا على مهاجمة إيران، وكانت خدعة وأن ترامب منحه ضوءًا أخضر لمهاجمة إيران!
• هناك اعتقاد سائد في إسرائيل، مفاده أن ترامب سيملّ بسرعة من مطالبة إسرائيل بوقف الحرب على غزة، في حال استئنافها بعد هدنة مقبلة، وسيغادر هذا الملف، خاصة إذا اعتقد أنه لا يؤثر مباشرة على أمن واقتصاد الولايات المتحدة وعموما، الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطًا على إسرائيل بكل ما يتعلق بعدوانها على الفلسطينيين.
• يوجد إجماع في الدولة الصهيونية على منع قيام دولة فلسطينية فكلهم كلاب صهاينة والغالبية العظمى من الأحزاب الإسرائيلية تؤيد استمرار الاحتلال في الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان فيها لذا ستنفذ إسرائيل مخطّطاتها في هذا الاتجاه، وتضع مخططات لتهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين إلى الخارج وسيعترف ترامب بضمهم للضفة.