مروان محمد عبده يكتب :العمليات العسكرية ماشية في قطاع غزة بلا هدف

والله كان قلبي حاسس طالما جيش الاحتلال طلع بيانات يدّعي فيها أن الجنود الذين يتساقطون في غزة نتيجة لحوادث ملهاش علاقة بالاشتباك مع المقاومة يبقى هو كدا متخبط من الداخل وداخل على مرحلة فقدان السيطرة داخل قطاع غزة، لأنك ممكن كجيش تحتل القطاع كله، دا الطبيعي وأقل من كدا يبقى تهريج، أنما تسيطر على المساحة اللي احتلتها هي دي بقى الأزمة الكبرى، فهو داخل في مرحلة فقدان السيطرة على المساحة اللي احتلها وتخبط في العمليات لأنها كتيرة وفي كل مكان ومتشعبة وكمين بيت حانون يثبت أن اللي فكرت فيه وأكيد غيري فكر فيه صحيح، الجيش طالما طلع بيان مهتريء أن اللي سقطوا لم يسقطوا بسبب معارك مع المقاومة يبقى هو في أولى مراحل التخبط وفقدان السيطرة وحادثة بيت حانون اللي جت مفيش بعد حادثة خان يونس بتؤكد وجهة نظري والكماين دي حتكرر كتير، وحيقع فيها عدد أكبر كل مرة.
المشكلة أن الظباط الصغيرين والعساكر بقوا على يقين أن العمليات العسكرية ماشية في قطاع غزة بلا هدف ومبقاش فيه حاجة ممكن تحققها، هما بيطلعوا من معركة لأخرى بدون هدف واضح في نهاية النفق. ودا معنوياً تأثيره خطير جداً على الجنود والضباط أنهم فقدوا أسباب الحرب، فقدوا الدافع، هما دلوقتي في مرحلة مش عارفين بيحاربوا ليه؟
وعشان يوصلوا لأيه.
الاسئلة دي أصبحت بلا إجابة، تحول وجودهم من هدف سامي من وجهة نظرهم إلى عقاب دائم ومستمر بلا نهاية، لمّا يكون دا انطباع مستشري بين الجنود والضباط الصغيرين، يبقى طبيعي جداً أنه كل شوية يقعوا في كمين لأ ويخسروا عدد كبير.
فقدان الهدف مصيبة، مبقاش فيه بوصلة خلاص.
هي كانت إيه أهداف الحرب: استعادة المخطوفين (محصلش)
تدمير قدرات حماس العسكرية( محصلش)
(أفقاد حماس سيطرتها الإدارية والتشغيلية على قطاع غزة (محصلش)
دمرنا كل قطاع غزة: بيوت – بنية تحتية – مستشفيات
خلاص انتقمنا منهم
بقالنا سنتين بننتقم طب … ها وبعدين.
دا اللي حذرهم منه وزير دفاع حكومة بايدن، أنهم ميدخلوش الحرب بدافع الانتقام ولكن بدافع تحقيق نصر استراتيجي بس هما مسمعوش الكلام وهربت منهم بوصلة الحرب من بداية المعركة حتى يومنا هذا.
أحساس العساكر والضباط زي ما قولت هما جايين قطاع غزة يتعاقبوا، على إيه ميعرفوش؟!
فبقى فيه انتحار
مبقاش فيه روح للقتال بعد سنتين، كمين، يلا ماشي يبقى ارتحت
بيبص حواليه: خلاص غزة اتدمرت بالكامل، أنا ليه لسه هنا.
هو تدمير غزة بالكامل اللي هو بالأساس تدمير أهداف مدنية ، هو دا هدف الحرب!
فين أهداف الحرب اللي صدعوا بيها دماغ أبونا.
مفيش حاجة منها اتحققت
فيه تقارير بتشير إلى أن حماس رجعت لمَا قبل الحرب، بقى عدد مقاتليها 40 ألف.
أحمس… يعني رجعنا للمربع صفر.
آه كان من أهداف الحرب تدمير أنفاق حماس، لسه شغالة وبيستخدموها
اللي أدمر 40% بس
أحمس تاني.
أنا كصهيوني بعمل إيه في غزة بقالي سنتين؟
لسه بيضربوا صواريخ … هي دي مش كانت من أهداف الحرب برضو.
لسه كل مستوطينين مستوطنات غلاف غزة مرجعوش عشان هي منطقة عمليات عسكرية!
أحمس تالت، فين أهداف الحرب؟
تخيل أن جندي صهيوني قاعد بيفكر في كل دا، حتبقى معنوياته وروحه عاملة أزاي وهو بيقاتل في غزة، هو في حالة استسلام بس غير معلنة.
هو في حالة يأس بس مش قادر يقول.
هو عارف أنه كل يوم حيصحى عشان يتعاقب في غزة.
فخلاص استسلم للوضع واستسلم للكماين.
استسلم لكل شيء.
مفيش أرادة شعبية قوية عندهم لوقف الحرب وأنا كجندي صهيوني بيتلعب بيا في غزة عشان خاطر نتنياهو يحافظ على إئتلافه الحاكم فأنا اللي بدفع الضريبة كل يوم. يارب كمين يخلص علي.
الحريديم مش بيتجندوا وأنا اللي بتجند وبتعذب كل يوم، بلد ماشية بالكوسة!
كل دا في مخيلة كل جندي في قطاع غزة فأنا متوقع أن كل ما طولت الحرب دي حتبقى أعداد القتلى من صفوف الصهاينة حتزيد يوم بعد يوم لحد ما نوصل لأن المعتاد فيه 15 واحد بيقعوا كل يوم … كل يوم في كمين وحيبقى خبر عادي بل المتوقع أن اليوم اللي بعده يبقى أكتر أو يحصل تلات … أربع كماين يوقع 15 في كل كمين في اليوم الواحد.
المرحلة اللي جاية لو صحت توقعاتي حتبقى مهذلة بالنسبة للجيش الإسرائيلي خاصة وأنهم مش بس بيواجهوا ناس أصحاب عقيدة وحق وأصحاب أرض، لاااااا بقى فيه بعد تاني قوي بيغزي مقاومتهم للصهاينة،
الثأر ودا بعد مهم جداً وبدون مبالغة بيكون دافع أقوى من كل ما سبق.
موت أهلي كلهم مش بس كدا، موت كل صحابي وكل اللي أعرفهم وعيلتي الكبيرة واتفرج على الغضب اللي جوايا حيبقى عامل أزاي، أتفرج حبقى قد أيه مجنون عشان أوصلك وأقتلك
دافع مرعب لأنه يقاتل، جنون الدم بيحركه بالإضافة للعقيدة وحق الأرض وكل اللي أحنا عارفينه بس بقى فيه دافع أكبر عامل زي مظلة كبيرة بيحركهم كلهم على اختلاف دوافعهم الأخرى، وهو دافع الدم. ودا بيدي صاحبه شجاعة غير طبيعية لأنه بيسقط تحت الدافع دا غريزة البقاء. بيبقى طواق للموت وأنه ياخد في طريقه أكبر عدد ممكن من الصهاينة. الصهاينة حالياً بيواجهوا ناس مبقاش عندهم حاجة يزعلوا أو يخافوا عليها، كل اللي بيخافوا عليه وبيزعلوا عشانوا راح، أنت ضيعت أي حاجة ممكن يتعلق بيها ويراجع بيها نفسه ولو لمرة واحدة أنه ميقاومش، أنت نزعت من أيده كل الأسباب اللي ممكن تخليه يتراجع عن مقاومتك، دلوقتي أنت خليت في راسه فكرة واحدة بس، يقتلك ويروح فيها معاك.