بيوتٌ من قشِ الذاكرة.. شعر: ريما حمزة

بيتُ العنكبوت
ارتجافُ الفراغِ حينَ تلمسهُ الوحدةُ.
بيتُ الوحشة
ظلالٌ بل أعيادٌ وكلامٌ ينام واقفاً مثل شاهدةِ قبر
بيتُ القصيد
نسيانُ النبعِ على وجه الظمأ
مسوداتٌ ترتعشُ… كلّما اقتربَ المجاز من النسيان.
بيتُ العزلة
حائطٌٌ يستمعُ أكثرَ مما يقول.
بيتُ الفقد
أرملةُ الوقتِ تُكنسُ أسماءً لا تعود.
بيوتُ الغربة
قطاراتٌ تنامُ على أكتافِ المحطاتِ الفارغة.
بيوتٌ أخرى
كلامٌ وأبوابٌ وأيامٌ تربح إصغاءها للحروب
وأطفالٌ تاهوا في نشرةِ الأخبار
بيوتُ الغياب
نوافذُ تتثاءبُ كلّما مرّ طيفٌ يشبه العائدين من حمى الهوى
بيوتُ الطفولة
أرجوحاتٌ تتأرجحُ بعد أن كبُرَ الأطفال وماتوا في القصص.
بيوتُ الهزيمة
مرايا مرايا مرايا لا تعكسُ شيئاً
بيتُ النار
ذاكرةُ الحطبِ في شجرة مومس
بيوتُ المنفى
كلّ بابٍ يفتحُ على جدار
كلّ نافذةٍ تحنُّ إلى رائحةٍ لا تُشحن بالبريد.
بيتُ العائلة
سقفٌ تتدلّى منه الطفولةُ كأرجوحةٍ لم تُفكَّ بعد.
زمن يمرحُ في فم أبي وينام في طعم الكفينِ لأمي
بيتُ الكراهية
عودُ ثقابٍ عالق في قش الذاكرة .