عند مفترق الغياب….بقلم مها السحمراني

توقفت عند ضفة الحلم
لا ظل لي الا تأملي
ولا وقت الا المضي بخطى الوداع البطيئة
ارتدي فستانا من ياسمين الصمت
واتزين باقمار سقطت من ذاكرة المساء
كل زهرة على الارض
تحدق بي كأنها ترقب
اخر من تبقى من الضوء في هذا العالم
القطار ينتظر
لكن الوقت لا يمنح احدا امتدادا
وانا واقفة كمن تعلم
ان الرحيل لا يسكن المحطات
بل يسكن فينا
الشمس تبتسم بسخرية من سحب مشتتة
كأنها افكاري
كلما هربت من الاجابة
في هذا المشهد
كل شيء يهمس لي
النهاية ليست اخر القصص
بل هي فجر لما لم اقله بعد
وقفت على سكة الوقت
والقطار يلوح لي بذاكرة بعيدة
لم اكن اهرب بل ابحث عني
عن ظلي حين يسبقني
عن صوتي حين يتهجى ملامحي في مرآة الغياب
الريح تسألني اما زلت تنتظرين ما لا يأتي
وانا ابتسم
لاني اجيد الصبر على الاسئلة التي لا جواب لها
لم اودع احدا
فالوداع خفيف على اللسان
ثقيل على القلب
وانا تعبت من حمل الثقيل
امضي وفي داخلي امرأة
تبتسم للعابرين
وتكمل السير بثبات الخائفين
انا لا اغادر المكان
انا اغادرني
لأعود الي
نسخة تعرف الطريق
دون ان تسأل
فالرحيل ليس نهاية
بل هو الشعر
حين تعجز الكلمات عن ان تقال