كم نَالَنِي وَصَبٌ وَاللَّـهِ مَا رَفَقُوا ….. بقلم // العامرية النجدية // الجزائر

في زمنٍ يُباعُ فيه الصدقُ في أسواقِ المصالح.. وتُجلد فيه القلوب الوفية بسياط النكران.. تنطق هذه القصيدة من جوف الألم لا من حبر القلم.. هي أنّة قلبٍ أضناه الرجاء.. وصرخة روحٍ ما عاد بين طياتها إلّا الدعاء..
قصيدةٌ تنزفُ وفاءً.. وتبكي خذلانًا.. ثم تسجدُ عند عتباتِ الرحمن.. حيث لا يُخيَّبُ الظنّ.. ولا يُردُّ السائلون..
كم نَالَنِي وَصَبٌ وَاللَّـهِ مَا رَفَقُوا
لَا يَعْتَبِ الرِّيح مَنْ أَحْبَابُهُ وَرَقُ
* * *
خانوا الوفاءَ كأنّ الوصلَ من عدمِ
وصارَ مَن كنتُ أرجوهُ هوَ الحنَقُ
* * *
ما بالُهم حينَ عضَّ الجرحُ مُضْطَجعي
أغضُّّ طرفي.. فلا سمع، ولا حَدَقُ!
* * *
أبكيتُ دهري.. فهل للصحب منسكَبٍ؟!
إلّا نفاقٌ يشقُّ القلب يختَرِقُ
* * *
كم صاحَ قلبي على بابِ الرجاءِ بهم
فلا مجيب.. ولا للبابُ مطَّرَقُ
* * *
أين الأكفُّ التي بالشوق قد رقصت؟
قد فارقتني.. فلا للعودِ مُلتَحَقُ
* * *
كأنني جُرْحُهم.. بل ظِلُّ خيبتهم
إن ضاقَ رزقٌ.. أنا المدعوُّ واللُّحَقُ
* * *
خانوا القلوبَ وقد كنّا لهم سندًا
بانوا.. وفي البيْنِ للأمثالِ مُنطَلَقُ
* * *
كم قد حملتُ لهم في الضُّرّ من وجعٍ
فما اهتزّت لأسقامي لهم فُرُقُ
* * *
إنّي دعوت.. وقلبي بين أضلعه
نارٌ، وشوقٌ.. ودمعٌ فوقَهُ عبَقُ
* * *
ناديت ربي ونفسي في توجعها
“يا واسع الفضل قد ضاقت بي الطرق”
* * *
ما عادَ في العُتبِ شيءٌ غيرَ أنّته
فالعين تبكي وليل القلب منفلق
* * *
فَاعْلَمْ – هَدَاكَ – بأنّ الخِلَّ مُنقَلِبٌ
وأنّ من يُدْعى “أحبابا” له سبَقُ
* * *
لا تُودِعنَّ فؤادَك في صدورِهمُ
فالصدرُ يُكتمُ، لكن سيفَهم طلِقُ
* * *
ما كلُّ من ضَحِكَتْ شفتاهُ صادقُها
كم من عدوٍّ خفيٍّ.. ضحكُهُ حَنَقُ
* * *
فالجأْ لربك إن ضاقت بمحنتها
إنَ العبيد.. لهُم في الخَلقِ مُعتنَقُ
* * *
وما رعوا حقّ خلٍّ عند نازلة
إلا قليلًا، كغيمٍ مسّهُ الودقُ
* * *
واحذرْ ودادَ امرئٍ لا يُرْتَجى خُلُقٌ
فكمْ جَرَى المَاءُ.. لكنْ دونَما ورَقُ
* * *
#العامرية_النجدية