كتاب وشعراء

إلى امرأة مّا…بقلم البرهان حيدر

لم أعدْ أميّزُ الوجوهَ التي تسقطُ في غبارِ الذاكرةِ،
ولا الغزلانَ البيضاءَ التي تقفزُ من مرايا القلبِ إلى الفناءِ.

صَدْعٌ في جدارِ الزمنِ يصيحُ،
رَعْشَةٌ في نَفَسِ الياسمينِ تُناجي الأسرارَ،
رَقْصَةٌ في سريرِ الخشبِ — كأنَّ الكونَ يُهدهدُ ذاتهُ.

أتدريـنَ كم غابةً تُخبئها انحناءةُ روحِكِ؟
كم وَادِيَ ظمأً يختفي تحتَ طَرفِ عينيكِ؟

نَجْلسُ على حافَّةِ الأبديِّ،
تسألينَ: “أين اختبأ النَّهارُ في حَبَّاتِ المِشْمِشِ؟”
وفي عينيكِ —
**تَهطُلُ السَّمَاوَاتُ عِشْقاً**،
ويذوبُ السُّؤالُ في ضبابِ الـ”أنَّى” و”الكيف”ِ.

كيفَ ألجمُ الرِّيحَ في صَدرِي،
وأنا أعبرُ **عُتبةَ الدَّارِ إلى منفى الوُجودِ**؟
كيفَ ألملمُ شَذَا الياسمينِ
وأنا أطأُ عَتَبةَ اللَّانِهايةِ؟

نُقْرَةٌ في سنابلِ الصَّمتِ تُنبِتُ أسئلةً،
نُقْرَةٌ في جَبينِ اليقينِ تُزهرُ شكّاً.

ضاعَ منّي مَعنى أنشودتِكِ،
فصرتُ أنا اللحنَ الضالَّ في كونِكِ.
لم أعدْ أميّزُ الوجوهَ التي تسقطُ في هوَّةِ الغيابِ،
ولا الغزلانَ التي **تَستسلمُ للرَّبيعِ —
كَرَمْزٍ لفَناءِ الجَسدِ في بَحْرِ الخُلودِ**…
فهل يُورِقُ الموتُ في جَنَّتِكِ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى