سيمفونيّة الغيم…. بقلم مها السحمراني

في ليلٍ يتهجّى أنفاسَ القمر
يقف بيانو العمر
وُلِدَ فوق أنقاضِ الغيم
وحيدًا
إلّا من نوتةٍ نبتتْ فيها
زُهورٌ داكنةُ اللون
كأنّها تعزفُ وجعًا
لم يُكتَبْ بعد
تتسلّق مفاتيحه أزهارُ الذكرى
تنهضُ الورداتُ من شقوقِ الحنين
تخنقُ اللّحن
وتُحرّض الأصابعَ على البكاء
في حِضنِ العزلة
استيقظتِ المفاتيح
تُرنّم صمتًا
تضُجُّ به أكفُّ الريح
والقمرُ شاهدٌ يتيم
يُضيء الحلم
ولا يُشارك النغمة
كلُّ نغمة
مُعلّقةٌ على حافةِ صمت
تتدلّى منها روحُ عازفٍ
نسي أن الحياة لا تُعاد
كلُّ زهرةٍ عليه
كانت كلمةً لم تُقَلْ
تحملُ اسمَ غائبٍ
لم ينتبهْ أن الوداع
يُزهِر حين لا نعود
تتناثرُ النوتاتُ
كأحلامٍ مهجورة
تحملها الريحُ إلى مملكةٍ
لا يسكنُها أحد
سوى الذكريات
والموسيقى هنا
ليست عزفًا
بل دفنًا بطيئًا للوقت
هناك في البعيد
قلعةٌ من وهم
تضحكُ من خلف الضباب
كأنّها تعرف
أنّ الجمال
ينمو فوق الخراب
فاصمُتْ
ودعِ البيانو يبكي عنك
فالصوت
حين يسكنُ الزهور
يُصبح أغنية
لا يسمعها
سوى من فقد كلَّ شيء