كتاب وشعراء

همس المآذن…..بقلم زهراء هاشم حلوم

قلبي الشآمُ ومهجتي مآذِنُها
نَفَسَتْ حنينًا فاستحالَ تَوْهُجَا
في الركنِ تعبرُني خُطايَ كأنّها
أمْسٌ يُطلُّ على الحنينِ ويقتفى
بابُ السلامِ يُناديني ويأخذني
والصوتُ يخلعُ من دمي وجَعَ المدى
قولي لزيتونٍ في حوشِ دارِكمُ
إنّي على ذِكرِها أبقى لها سَجَدا
ما زلتُ أنقشُ في المآذنِ قصّتي
وأرنوا بخيطِ البلابل نحو المدى
دِمشقُ… كانَ الصوتُ في جدرانِها
يبكي، ويكتبُ في الدُّجى تَوْقُدا
من خلفِ نافذةٍ تردَّدَ وجهُها
بينَ النوافذِ لا يُمَلُّ ولا جفا
أينَ الطفولةُ؟ والضحى في صوتِها
يروي الشوارعَ ضحكةً وتوعُّدا
أحملتُها في الحلم؟ أم أني أنا
تِهتُ الطريقَ، ومِثلَ ظلٍّ تَشَرَّدا؟
إنْ أنتِ أذِنْتِ، فإنّ قلبي قد أتى
طيفًا يُقبِّلُ من حنينِكِ ما بدا
ما بينَ عينيكِ الرجوعُ، وإنْ نأى
عنّي الطريقُ، روَيتُهُ تَعَهُّدا
أنا لا أجيءُ إليكِ مشيًا، إنما
يكفي أنْ تكوني في دمي كي أُوجَدَا
فإذا تنفّستِ العقيقَ، سمعتُهُ
في راحتي، وتنفّستُ الزهرَ مولدا
أنا مذ رجعتُ إليكِ دون جوازِهم
يكفي دعاءُ المئذنةِ أن يشهَدا
وإذا تنفّستِ العقيقَ، حسبتُني
طفلًا يُقبّلُ حجركِ المُتعبَ سدى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى