قصيدة الشفرة..شعر: سابرينا عشوش

“قصيدة الشفرة” الأصيلة
*** قصيدة الشفرة ***
قِفا نبكِ من ذلِّ العروشِ وعلَّها *** على صمْتِنا جُرحًا طغى وتوسَّعا
قِفا نبكِ من قصرٍ يُزيّنُ خائنًا *** ومن تيه تاجٍ فوقَ رأسٍ قد خَسَعْ
قِفا نبكِ من ليلِ الخيانةِ بعدما *** ظننَّاهُ صبحًا فاستحالَ لنا فَزَعْ
قِفا نبكِ من جوعِ الصغارِ وأمِّهمْ *** تحلبُ وهمًا كي يسدَّ لهمُ نَقَعْ
أيا نائمينَ على وسْدَةِ الخَزفِ الردي *** وقد أكلتْ أعمارَنا موائدُ الخَزَعْ
أيا مترفينَ على عرشِ خيانةِ أمةٍ *** وقد بعتُمُ الأرْضَ العزيزةَ بالوَضَعْ
هنا رجلٌ يلوكُ ورقَ عنبٍ ذابلٍ *** يسدُّ به جوعًا على صبرهِ انقلعْ
هنا طفلُنا العاري يئنُّ على الثرى *** فلا يجدُ إلا الدمعَ للريْقِ مُرتضَعْ
هنا أمُّنا الثكلى تحلبُ صبرَها *** فيسقيه ظمآنٌ فلا يرتوي قَطَعْ
هنا عجزةٌ صارت رمادًا بأرضِها *** وأنتم سكارى في قصورِكمُ النَّزَعْ
بعتم عزَّنا بيعَ العبيدِ بخِسَّةٍ *** وعلّقتم العارَ الموشّى كالقَنَعْ
رفعتكمُ أكتافُنا ثم ركلتمُ *** ظهورَ ضعيفٍ ما توارى وانصرعْ
نموا ما طِبتُمُ لكن نومَكمُ *** سيوقظُكم فجرًا إذا الويلُ قد سَطَعْ
أرى قصورَكمُ تهوي كأوهامِ باطِلٍ *** إذا صفعتها كفُّ حقٍّ قد وقَعْ
وأرى التيجانَ تسقطُ تحت أقدامِ من *** ظلمتم وجوهًا كنتُمُ فيها الوَضَعْ
وأرى دمَنا الطاهرَ طوفانَ ثائرٍ *** يعودُ عليكم نارَ طوفانٍ فَقَعْ
ألا ستشهدُ أرضُكمُ عليكمْ غدًا *** وتلعنُكمُ شمسُ السَّماءِ إذا سَطَعْ
فلا مالَكم يبقى ولا جيشَكمْ *** ولا ينفعُ المخلوقَ من ظلمِه الشَّرَعْ
أيا من بعتم قدسَنا دونَ ثمنْ *** وخنقتمُ بغدادَ والصَّبْرُ قد جَزَعْ
يا خونةَ الشامِ التي طُعِنَتْ دمًا *** وصنعاءَ تُبكيها دماءٌ قد قُطَعْ
ألا تعلمونَ بأنَّ العروشَ إذا *** بُنيتْ على صرخاتِنا تُصلَبُ الشُّرَعْ
ألا تعلمونَ بأنَّ الذهبَ يذوبُ نارًا *** على جبَهاتِكمُ إذا الحشرُ قد وقَعْ
ألا إنَّ ريحَ اللعنةِ السوداءِ قد *** تطاردُكم حتى القبورِ بلا رَجَعْ
فاشربوا نخبَ خيانتِكم فإنَّ كأسَها *** مملوءةٌ سُمًّا إذا مرَّ قد جَزَعْ
وغدًا إذا نودي: قِفوا إنكمْ *** مسؤولونَ، فلا ينجو لكم أحدٌ نَزَعْ
يجيءُ اليتامى شاهديْنَ وأمُّنا *** الثكلى تصرخُ والحقُّ قد رجَعْ
هذا وعدُ ربٍّ لا يموتُ ولا يُرى *** وهذا قسمٌ لا يُنقَضُ إن قُطِعْ
فانتظروا صرخةَ أرضٍ قد بَغَتْ *** وانتظروا لعنةَ سماءٍ قد شَفَعْ
فموعدُكم صُبحٌ قريبٌ طلوعُهُ *** أليسَ الصبحُ بقريبٍ إن انقَشَعْ.
سابرينا عشوش/
حقوق النشر محفوظة
@à la une