كتاب وشعراء

سُقُوطُ_الرَّغِيفْ…..بقلم نبيله الوزاني

أَنْ يَعْوِيَ الجُوعُ
كَذئبٍ قُطبِيٍّ
قِمّةُ البَردِ ؛
أَنْ يُغْرزَ أَنْيابَ الشّماتَةِ
فِي أَحْشاءٍ هَشّةٍ
دَناءَةٌ عَارِيةٌ ..
النَّارُ لُعْبةُ الكَوانِينِ ؛
الكَوانِينُ قَانُونُ
الجَحيمِ
فَأيْنَ طَريقُ الماءِ ؟ ..
هَا هيَ آثارُهمْ
طازِجةً ما تَزالُ ؛
مِن هُنا مَرُّوا
إِلى هُناكَ وَصلُوا
سَنابِلُ
تَنثرُ قَمحَها
عَلى الشِّفاهِ اليَابِسةِ ؛
حَمائِمُ
تَنْشُرُ حُبَّها
علَى القُلوبِ الشّاحِبةِ ؛
لَكنَّ
نُسورَ الخَرابِ كانتْ
أَسْرعَ ..
التَّجويعُ إِلْحادٌ
يُحِيلُ الإِنسانَ
إِلى مَساميرَ
تَصْلبُهُ
على مِقْصلَةِ
الّلا عَودَةِ ..
الجُوعُ في غَزَّةَ
حَربٌ
تَنصِبُ وِعاءَ
الموتِ
على ضُلوعِ الأَطْفالِ ؛
الوَجْبةُ :
غَزّةُ بالصّلَْصةِ الحمْراءِ
والتَّتْبيلَةُ
بُِالجثثِ المُتفحِّمةِ ..
الجُوعُ في غَزّةَ
قِدرٌ فَارغٌ
خَانهُ المُبتَدأُ ؛
غَادرَهُ الخَبرُ ؛
أَمْسَى جُملةٌ لا مُفيدةً
تَفقِدُ معْناها
في قَاعِ البَلاغةِ ..
الجُوع في غَزَّةَ
إِزْميلُ المَوتِ
يَحفِرُ قَعْرَ التُّرابِ
حتّى آخِرِ رَمقٍ ؛
القِدرُ في غزّةَ
يَرثِي أُسْرتَهُ
الأَثَريَّةَ ..
في المَدينةِ
الجُوعُ يَبْقى على حَالهِ ؛
قَذيفةٌ
تَنتحِلُ رَغيفًا ؛
رَصَاصةٌ
حَبّةَ زَيتُونٍ ؛
حتّى الدُّخانُ
يَبْقى على حَالهِ
فَقطْ
مُنسَّمُ بِالجِلدِ المَسلُوخِ ؛
هُناكَ الجُوعُ
رَشّاشةٌ
في كَفِّ غُولٍ أَعْورَ ..
الجُوعُ هناكَ
أُمّهاتٌ
تُرْضِعْنَ الصِّغارَ قُلوبَهنّ
و أَيادٍ فَارغةٌ
تَرسمُ دَوائرَ على
الطّينِ
تُجفّفُها الشَّمسُ
خُبزًا
لِأَطْفالِ الأَرِضِ
المحْرُوقةِ ..
/
أَيُّها الجوعُ
أَنتَ
ذَاكرةٌ مُشْتعلَةٌ
بِرائحةِ المَوتِ
فمنْ يُلْغي ذِهْنَ
الهَلاكْ ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى