كتاب وشعراء

لا تقولي لي إنكِ بكيتِ…….بقلم محب خيري الجمال

لا تقولي لي إنكِ بكيتِ…
كلُّ ما بلل وجهكِ كان لُعابي.
*
حين خنتِني،
لم يتغير طعم الهواء…
لكنه صار يجرح الرئة.
*
كنتُ أحبكِ كما يحب الجنديُّ البندقيةَ التي ستقتله.
بغباءٍ، بحضنٍ، وبصمتٍ يشبه طلقةً مؤجلة.
*
كنتِ تصفقين لي حين أنزف،
ثم تلوحين لي وأنا أسقط.
كأنكِ ودّعتِ زجاج نافذة،
لا رجلًا كان يسرق ليله ليخبئكِ فيه.
*
نعم، كتبتُ لكِ شعراً،
لكنني الآن أكتبكِ بالمشرط.
كلمةً… جرحًا… نكسةً على جسد اللغة.
*
هل تعرفين كيف يشعر اللسان
حين يُقطَع الحُبُّ من تحته؟
يشبه سكيناً تبكي في طبقٍ فارغ.
*
في داخلكِ
أشياء تشبهني،
لكنها تضحك أكثر.
*
كنتِ مرآةً،
لكنني لم أكن وجهكِ،
كنتُ الشقوق التي تخافين رؤيتها.
*
رائحتكِ لم تخرج من غرفتي،
بل حفرت لها حنجرةً في أنفي.
كلُّ تنفسٍ هو اجترارٌ لكِ،
كلُّ اختناقٍ هو اسمكِ بصيغةٍ عنيدة.
*
لم أعد أرغب في البكاء،
أريد أن أنبح.
*
أريد أن أعضَّ كتفكِ
لا كعاشقٍ… بل كجائعٍ يلعنُ اليد التي شبعَتْ.
*
دعيني أحرق آخر رسالة كتبتها لكِ،
ثم أطفئُ النارَ بصدركِ.
*
أنظري إليَّ حين أقول هذا:
أنتِ امرأةٌ كنتِ جميلةً بما يكفي
لأمنحكِ قلبي،
وقاسيةٌ بما يكفي
لأكسره عليكِ.
*
أعدكِ.
إن عدتِ،
سأضع أصابعي في عينيكِ،
لا لأدلّكِ على الحب.
بل لأطفئ هذا العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى