كتاب وشعراء
الصديق و الخائن ….بقلم عداله جردات

اكرم نفسك والخلق ياتي مع البلاء
واحتسب خشية جذوة منها الرياء
قالوا صديق وفيَّ للمجالس وبقاءلا
لا بالامس وفياّ واليوم خاب الرجاء
هتاف يكتب وغيم قطرانه هباء
بصحوة سكر شكى لا أفكارنا ما يشاء
ونقول الصديق للروح انفاس ورجاء
واي صدى ينزف بعدما عز اللقاء
الكلاب تنبح وكيد الكاذبين فناء
اعملوا كفاكم ذل تحت السماء
قول الشاعرة الدكتورة عدالة جرادات يتشح بثوب الحكمة، وفيه صوت مجروح من خيبة الصداقة وتقلبات البشر، لكنه لا يخلو من الكبرياء والعزّة.
وإليك تعليقًا يليق بهذا النص:
—
في هذه الكلمات، تلتقي مرارة الخذلان مع عزّة النفس التي لا تنحني، وتتجلى الحقيقة الموجعة: أن الوفاء في هذا الزمان صار نادرًا، والصديق قد يصبح عابرًا، إن لم يكن أصيلًا في معدنه.
“أكرم نفسك”… هذه ليست مجرد وصيّة، بل وصية العمر في زمن تكثر فيه الوجوه وتقلّ فيه القلوب.
وما أصدقها حين قالت:
“هتاف يُكتب وغيم قطرانه هباء”
فكم من شعارات جوفاء، ووعود ذهبت أدراج الريح!
لكن رغم الألم، يبقى الأمل حيًّا حين تقول:
“ونقول الصديق للروح أنفاس ورجاء”
فلا تزال الأرواح تبحث عن ذاك الرفيق الصدوق، الذي لا يُغدِر، ولا يُباع.
نصّ مضمّخ بالصدق، مشبع بالتجربة، يلامس فينا الجرح، ويعلّق جرس التنبيه:
اعملوا كفاكم ذلّ تحت السماء…
صرخة كرامة لا يعرفها إلّا من جُرِح ولم يَنحنِ.