كتاب وشعراء
في الليل …..بقلم بسام المسعودي

في الليل الذي يشبه فمًا خائفًا،
سمعتُ اسمي يُقال
ولم أنظر خلفي.
كنتُ أعرف أن النداء
لا يأتي من جهةٍ مأهولة،
بل من هاويةٍ
صارت فجأةً طريقًا.
أمشِي خفيفًا
كأنني أترك روحي ورائي،
أجسُّ الهواء
كأنّه كتابٌ غير مكتوب،
وأُصغي لقلبي
كأنه مؤذّن
لم يرفع الأذان قط.
الظلال تمشي معي،
لكن ظلّكِ فقط
كان يعرفني،
كان يسبقني بنصف خطوة
ويتوقف فجأة،
كأنّه يسألني:
هل أنتَ أنت؟
أم نسيت نفسكَ هناك،
حين كنتَ تنتظرها بلا وعد؟
كلُّ شيء يضيء
حين تنسى أسماءه.
وكلُّ شيء يشتعل
حين تغلق فمك.
الصمت نهر،
والكلمة حجر.
وكلما حاولتُ أن أقول: “أنا”،
انقسمت إلى جهتين،
إحداهما تسأل،
والأخرى تبكي.
أراني في الريح،
كأنني من غيمٍ لم يولد،
وأراني فيكِ
كأنني كنتُ دائمًا هناك
حيث لم أكن.
هل تُدركين، يا ابنة الماء،
أن الحب
حين لا يكتمل
يصير صلاة؟
وأنني،
منذ أحببتك،
صرتُ مسجدًا من وجع؟