كتاب وشعراء
وجهٌ سومريّ…..بقلم خير الله قاسم

وجهٌ سومريّ
كُلُّ الذي فيكِ
سومريُّ المدى
من سُمرةِ الخدِّ الحنونِ
إلى الثَّغَرِ النرجسيِّ القاني
تعزفهُ قيثارةُ “شُبعاد”
والنَّايُ في كفِّ الهوى
مسماريُّ النبضِ،
خالِدُ الأثمارِ،
يسري بنبضي
كالمدى، كالنارِ.
وُلِدتُ فوق الماء
تحتَ الماءِ
والأحلامُ
تطفو بي إلى عينيكِ،
ما بينَ العناقِ
وما انثنَى صدرانِ في همسٍ
وصارَ العشقُ صَلْبِي والقرارْ.
من راحتيكِ
أرتشفُ الحليبَ
كأنَّ ضرعيكِ انتماءٌ للندى
كأنَّ شفاهَكِ القبلةُ الكبرى
التي صُلِبتْ على شفتيَّ،
والدَّمعانِ
يسكبانِ وجهي العاشقَ الأعمى،
بِرقةِ انكسارْ.
لا أقدّسُ صرحَهم،
لا أعبدُ الملكوتَ
لكنّي أحبّكِ
هكذا…
بعنادِ مَن لا يعرفُ الغفرانَ
في زمنِ الفرارْ.
أموتُ…
لكني أظلُّ،
أظلُّ أشتاقُ الزُّلالَ النقيّ،
وأبقى
سومريَّ العِطرِ،
طاهرًا
كـ”شُبعادَ”
حينَ تعزفُ عزفَها
في آخرِ الأسحارْ