لا أعد أحدا بالدفاع عن الخراب……بقلم مصطفي المحبوب

لا أعد أحدا بالدفاع عن الخراب..
أتعب كثيرا وأنا أبحث عن بداية لكتابة رواية أو قصة ،
وأنا أبحث عن أكل جميل لم يسبق لي أن تذوقته أو فزت بجلسته ، أتعب كثيرا حينما أتذكر أني أسبح وسط ثقافة لاتجيد السباحة ولاتحب الأكلات الغريبة..
لم أعد أثق بالمطابخ التقليدية
والأكلات التي تحتاج ساعات طويلة لتحضيرها
سوف أرغم نفسي على أن تبحث عن إيقاع جديد للطبخ ،
عن إيقاع تتمتع به عناصر أكلي ووجباتي ..
عن إيقاع بمقاس فكري وبطول البنايات التي تحاصرني
عن إيقاع يناسب حبال الغسيل المرمية فوق أسطح منازلي..
سوف أتأكد من أن هذا الذي يشبهني
لم يكن يكذب حينما سألته عن الستائر
التي صنعتها أمي وهي تفكر في إبداع بيت جديد ،
لم يكن يكذب حينما اصطاد سمكة تعشق الحب وقت الفجر لم يكن يكذب حينما فتح مطعما دون أن يفكر في انتظار زبناء بجيوب منتفخة ..
أتعب كثيرا حينما أرتاد هذه الأسواق
التي لن تفهم معنى الشعر ، لن تفهم أن الفواكه والخضار تحتفظ بالجمال حتى قدوم مواسم الشعر ،
سأواسي أهل الحي
لكني لن أعدهم بالدفاع عن ما يصيبهم من خراب وألم ،
عن تأخير موعد مستحقاتهم ،
عن الايقاعات المستوردة هذه السنة ،
عن الناي الذي أحببته طويلا لكنه خذلني ،
عن أسناني الصدئة التي فكرت في تغييرها أكثر من مرة ،
عن شراييني التي صاحبت السرطان من أجل كتابة شعر ،
عن المرض الذي سبب الألم للأزقة التي نمت فيها
عن الظمأ الذي تعاقب عليه محبون كثر دون جدوى ..
أعترف الآن أني لا أجيد الحكي ولا الشعر ..
لكن التعب يصاحبني ويرتاد نفس أماكني ،
لهذا لا أريد أن أتورط هذه المرة صحبة التعب
الذي رافقني طويلا دون أن يعترف بأن ثقافتي هزيلة ..