كتاب وشعراء

رُبَّما أكونُ العرّافة…..بقلم رشا هشام

رُبَّما أكونُ العرّافة
التي تحفظُ تمتماتِ الرّوح
وترهقها ذاكرتها من شُحِّ النّسيان
ربّما أنا العاملةُ المُنهكة
اتّخذتْ من ظلّ شجرةٍ ملجأً مؤقّتًا
وهمَّت بتناول إفطارها
قبل أن تعودَ لعملها الثّاني
ربّما أنا العجوز
التي تستيقظُ مع الفجر
تتذكّرُ الماضي
ولا يسمعُ صدى صوتها
سوى جدرانِ منزلها الفارغ
ربّما أنا الطفلةُ المُرتبكة
تجلسُ وحيدةً في البيت
بعد ذهابِ والديها
لأنّ المستقبلَ _كما يظنّون_
يستحقُّ التّضحيةَ بأطفالهم
ربّما أنا مَن تقرأُ رسالة حبيبها الأخيرة
وهي تعلمُ مُسبقًا
أنّ الحبّ ليس أكثر
من تجربةٍ معلومةِ العواقب
ربّما أنا الفاشلة _كما كانت تُناديني أُمّي_
التي تقصدُ العيادةَ النّفسيّة
بعد تدهور حالتها
وتمركُز الصّداع في رأسها
حينما عادتْ للتّفكيرِ بأمرٍ
انتهت صلاحيته منذ زمن
ربّما أنا تلكَ الّتي تعيشُ في مكانٍ ما
تحصي ما تبقّى من مُدّخراتها
وتبحثُ عن عملٍ إضافيّ
ربّما ..
أنا كلُّ ما سبق
أنثى برداءٍ متعدّد الأدوار
تجيد الصّمتَ حين يفيضُ الكلام
وتتّكئ على الحرف
حين يضيقُ العالم !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى