وطنٌ يسخر من أحلامنا …..بقلم محمد ضياء الدين بوعمامة

نسير في شوارع
مختلفةِ الشكل،
لكنها تشترك في الألم.
أعمدةُ الإنارة تُضيء بالحزن،
والوحدةُ تجلس على الرصيف تنتظرنا.
الشبابُ يلعبون بكراتِ اليأس،
كي يتذكّروا طفولتَهم الشقيّة.
الشيوخُ الكبارُ ينظرون إلى الأطفال الصغار ويقولون:
– يا ليتَ الشبابَ يعودُ يومًا –
فينطق أحدُهم ويردّ:
يا لحماقتِكم! لقد نجونا من هذا الكمين بأعجوبة،
وصِرْنا أخيرًا على حافة الموت،
ولا زلتم ترغبون في العودة
إلى عُمر القبور، لا كما يقال عمر الزهور!
“ففي وطنِنا، الشيخوخةُ المبكرةُ تغزو الشباب،
وكأن أباهم الخوف، وأمهم المعاناة.”
نسير في الشوارع،
وأقدامُنا تحمل الكثير
من الكلام والتنهيدات،
وقلوبُنا مثقلة بالأحلام
نحملها في داخلِنا… وفي جيوبِنا،
نخاف أن يراها وطنُنا فيسخر منّا.
في قلوبِنا ما لا يُحكى،
ولو حاولنا كتابتَه في رواية،
لكانت بعنوان: “ألفُ غصّةٍ وغصّة”.
في عقولِنا ما لا يُعقل،
أفكارٌ انتحاريةٌ تراودُنا باستمرار،
لكننا مسلمون، وهذا محرّمٌ علينا.
في أعينِنا دموعٌ مكدّسة،
تنصهر ببطء، حتى تحرق
شبكيّةَ العين… في ذاتِ حُرقة.
في رسوماتِنا،
في موسيقانا،
في قصائدِنا،
لا شيء سوى الحزن،
لأننا – ولحدّ الساعة –
لم نجدْ من يفهمنا.