محمد يونس يكتب :بمناسبة تصريح رئيس وزراء مصر: تجاوزنا الأزمة الاقتصادية ومؤشرات الأداء إيجابية..

في عهد السلطان حسين كامل مع إعلان الحماية البريطانية على مصر ..تحول اسم مجلس النظار إلى مجلس الوزراء… يختارالمندوب السامى و السلطان أو الملك رئيسه و بعض افراده .. و كان أول رئيس وزراء في 19 ديسمبر 1914 هو دولة حسين باشا رشدى.
تولي بعد ذلك (خلال 111 سنة حتي الأن ) 103 رئيس وزارة يمكن تقسيمهم إلي ثلاث مراحل تاريخية
.
الاولي وزراء المملكة المصرية .. أغلبهم لم تأتي به صناديق الإنتخاب عدا وزارات (سعد باشا زغلول و مصطفي باشا النحاس ) و كان لابد من موافقة الملك عليهم و رضا المحتل الإنجليزى علي الإختيار..
ثم وزارات ما بعد الإنقلاب العسكرى ..لا دخل للناس بتعينهم .. يفرضوا بشكل علوى ..و تبدأ بمحمد نجيب ..و تستمر خلال حكم كل من عبد الناصر و السادات ..يبرز من بينهم صدقي سليمان باني السد العالي و عزيز صدقي أبو الصناعة المصرية ..
كان إختيارهؤلاء الوزراء سرا من أسرار الدولة العليا لا يعرفة إلا نفر قليل من الملأ الأعلي المحيط بالزعيم ..بعضهم كان يثير التساؤلات .. مثل كمال الدين حسين أو زكريا محي الدين .
ثم وزارات ما بعد معاهدة كامب دافيد والإستسلام للنفوذ الامريكي / الإسرائيلي وهذه تخضع لتوجيهات و رأى واشنطن و عدم معارضة كل من السعودية و الخليج و إسرائيل ..
يبرز من بين وزارات المرحلة الأخيرة ثلاث رؤساء من الذين يجب الا ينساهم المصريون بعد أن قاموا بدور محورى في إفقارهم ..وتدمير الأسس الإقتصادبة للمجتمع و تنفيذ مخططات صندوق النقد الإستعمارية
هؤلاء الثلاثة الملاعين هم عاطف صدقي (من 1986 – 1996 ) رأس ثلاث وزارات وضعت أساسات تبعية إقتصاد مصر لصندوق النقد
و عاطف عبيد (من 1999-2004 ) أقام البناء القانوني و الضرائبي لنزح ثروات المصريين ..
ثم مصطفي مدبولي.(من 2018 – 2025 ) المايسترو النهائي الذى ورط بلدنا في الديون الداخلية و الخارجية ..و مزق الميزانية .. بين صناديق سيادية لا تحاسب .. و جهات مجهولة الأنشطة يلبس مديريها الزى الميرى الكاكي أو الابيض .. و موازنة عجفاء تعاني بصورة دائمة من فقر الموارد و زيادة الإنفاق ..و تعتمد علي القروض .
و هكذا فإن صاحب الدولة سعادة الدكتور المهندس مصطفي مدبولي أخر رئيس لمجلس الوزراء.. هو الفائز بجائزة التدمير الكبرى فيما بينهم ..((كاس المفسد الأعظم للإقتصاد)) ..و الذى شبكنا ..و لا يعرف طريق الخروج من المتاهه. . إلا بالتصاريح غير المنطقية التي يتعاطاها المدمنين لإنجازات العصر السعيد
سيادته درس التخطيط العمراني في جامعة القاهرة .و إستغل معارفه المحدودة الثقافة لإنشاء مدن قبيحة ( 30 مدينة جديدة ) و تخريب هوية المدن القائمة بتطوير (59 ) منطقة .. و كانت سياسته سببا في سوء توجيه القروض .. و تراكمها و العجز الدائم للموازنة .. و إفقار المصريين
رئيس الوزراء مدبولي تم إختياره بدقة ..ليكون ((رجل مناسب للزمن الحالي )) ..فهو لم يزاول أى دور سياسي خلال حياته أو ينتم لحزب فيما عدا للجنة سياسات جمال مبارك ..
تلميذ غير مجتهد ..حاصل من كلية الهندسة جامعة القاهرة علي ((بكالوريوس الهندسة المعمارية، عام 1988..وماجستير في تخطيط مدن عام 1992…ثم دكتوراه في تفس المجال عام 1997.. )) .وفيها كان طالبا غير متفوق .
.معتاد علي الضبط و الربط .. فقد ربباه سيادة اللواء والده و إبنة جناب الوزير .
وهو قد شغل منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتخطيط العمراني عندما كان حماه وزيرا للاسكان .. ثم عمل مع مؤسسات البنك الدولي ((المدير الإقليمي ببرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية – الهابيتات)) . . و هي أمور تشير إلي أسباب إختياره لتنفيذ تعليمات الناصحين و تحول سياسة الدولة إلي مطور عقارى.
مهمة وزارة مدبولي رغم عدم إعلانها إلا أنها واضحة ..
تنفيذ سياسة صندوق النقد ..أن نقترض ديون تعجز الإقتصاد و تجعلة خاضع للديانة ، و أن تنفق الديون علي مشاريع منعدمة العائد ..
وتضع العقبات وتسد كل الطرق أمام تطور الزراعة و الصناعة و اى نشاط يقوم به البشر علي أرض المحروسة … و يؤدى لتقدمها العلمي أوالإجتماعي أو السياسي
تصفي أوتبيع وحدات الإنتاج المملوكة للدولة بالأمر المباشر .. و تسيطر علي ما تبقي و تعوقها بحيث يعتمد المجتمع علي إستيراد كل إحتياجاته بما في ذلك إدارة المدارس و المستشفيات الإستثمارية.
ترفع الأسعار لمعدلات تفوق قدرة الإنسان المتوسط في المجتمع فتزيد من السقوط الطبقي ونسبة الفقراء.
تقلل قيمة الجنية ( الدولار في البنوك الرسمية تجاوز الخمسين جنيه ) ..و قيمة الناس اللي شايلاه .. و تخرسهم و تسمم الأبار حولهم بحيث يهربوا أو يهاجروا .. أو يفلسوا .. أو ينتحروا أو يتهانوا في المعتقلات و السجون و مراكز الشرطة.
إحداث توازن غيرمرئي بين الحد من نفوذ المتدينين بإعتقالهم بتهمة الإرهاب و إثارةةالناس ضدهم .. و في نفس الوقت بناء أضخم مسجدين و كنيسة بالعاصمة الجديدة .. مع إدعاء العلمانية و ترك الحبل علي الغارب في الساحل الشمالي والكومباوندات
و الحقيقة لقد نجح سيادته بتفوق منذ بداية عمله حتي اليوم في أن يؤدى المطلوب من وزارته في مدة قياسية ( سبع سنوات). وأن يجعل الناس تعيش حالة من الكأبة و التعاسة بسبب مواجهة ما تسببت فيه وزارته من المصاعب المتعددة للحياة.. لم يشهد قسوتها أهل بلدنا ..حتي بعد كارثة الهزيمة العسكرية عام 1967فتقودنا إلي طريق مسدود بعوارض اليأس من الأصلاح أو التنمية أو العدالة ..
و بالغت في كتم الأنفاس .. و السيطرة علي أجهزة الإعلام و الفنون ..،و أطالت في زمن المحاكمات وتكاليفها و الحبس الإحتياطي حتي خاف الناس و جبنوا .
و لعبت دور الوصي علي البرلمان بجزئيه تشكل أعضاؤه بمعرفتها وتفرض عليه القوانين ..و تمنعه من محاسبتها ..أو الإعتراض علي سياستها .. ليصبح مؤسسة شكلية ينفق عليها المليارات سنويابدون عائد .
في نفس الوقت مهدت الطربق .. أمام رأس المال الخليجي والإقتصاد الميرى المشارك له.. لينالوا مجمل كعكة المشروعات التي تنفق عليها الحكومة ..
مع تشجيع و دعم و تقديم تسهيلات سخية أدت إلي بيع الأراض و المنشئات و مساكن المناطق مرتفعة القيمة .مثل وسط البلد أو جزيرة الوراق .و تفريغ ثروات البلد في خزائن الغرباء دون مراعاة للمصلحة العامة
برافو حضرة صاحب الدولة أخذت الجائزة الكبرى بين 103 رئيس سابق .و عكننت علينا عيشيتنا ..ونفذت خطط الإحتكارات العالمية للإستيلاء علي بلدنا و إستغلالها دون أن تتحمل تكلفة إحتلالها عسكريا .
بصراحة …لهم حق يختاروك و يتمسكوا بيك..مادامت تصريحات سيادتك تشيع البهجة و السرور و مبشرة ((باننا تجاوزنا الأزمة الاقتصادية ومؤشرات الأداء إيجابية..)) .
و عقبال .. م تستمر في الوزارة لغاية م تبقي بلدنا قد الدنيا ..و يوزع المصريون الشربات عندما يزور حضرتك من يدعونه لهذه الزيارة ليل نهار
ما بعد النشر ..
السادة المعلقين نحن غير مختلفين إلا في من يرسم السياسة ويعطي التعليمات .. هل هو البنك الدولي و صندوق النقد و من يدعمهما .. أم النظام الرئاسي .للحكم .. لا تستسهلوا الإجابة .. يا حضرات الاساتذة ( عمرو ،ماهر .و عصام وفاطمة و شريفة) .. .