ينابيع الرماح….بقلم خالد جمال

باعوكَ إذ خسروا فمن ذا يربحُ
حينَ أشتراكَ اللهُ كنتَ تسبحُ
حينَ اعتليتَ تسافلوا فعتقتهم
قد بحَّ صوت ُ الماءِ موجٌ يقدحُ
فتسابقا ليلاً وصبحاً بينهم
امتشقَ الصباحُ شموسهُ لا يبرحُ
ظمأً رواكَ اللهُ حينَ شربتهُ
وشربتَ فجراً والنجومُ لتصدحُ
إذ كانَ طفُّك ما يزالُ مراوداً
تلكَ الطفوفَ لمَ الدهورُ ستنبحُ
نهبوا حروفكَ والسطورُ عقيمةٌ
لا تنجبُ الصحراءُ ماءاً يُفرحُ
الصوتَ تذبحهُ الحناجرُ كلّما
زادَ الفراتُ سرابهُ كم يذبحُ
كم يرتدي ماءٌ بلامةِ حربهِ
الجرفُ يصرعهُ فكم يترنحُ
الليلُ رمحٌ كم سيحملُ فوقهُ
كم من نجومٍ والضياءُ يلمّحُ
الكونُ مصلوبٌ على جذعِ المدى
ولسانهُ لهجٌ بطفِّك يمدحُ
ناختْ بعينيكَ البحارُ وغردتْ
حيث استحمتْ في عيونكَ تمرحُ
وجهنمٌ ذرفتْ جميعَ شعوبِها
فمتى ستملأُ والجحيمُ يصرحُ
الغيمَ تسجنهُ الطفوفُ وأوثقت
كلَّ الهواءِ وفي السجونِ سَيصبحُ
وتجرُّ أذيالَ الرياحِ طفوفُكم
الموتُ يرفلُ والدماءُ سَتكبحُ
وتجرعَ الزمنُ الزعافَ بطفِّكم
فسقيتهُ موتاً فكيفَ سَيجمحُ
الماءُ يقترحُ الفراتَ محارباً
واللهُ يقترحُ النحورَ سَتفلحُ
ما بينَ طفِّك والإلهُ سفينةٌ
من ذا سيركبُ والطفوفُ سَتفضحُ
عطشت سماواتٌ وأنكَ راويٌ
سُقِيت مجراتٌ وكادت تنزحُ
كادت ستغرقُ والجحيمُ لأزلفت
أنتَ الرواسي والدماءُ توضُّحُ
وزرعتَ طفّاً والجراحُ سنابلٌ
في كلِّ جرحٍ كم حياةٍ تُمنحُ
قد مسَّ هذا الماءَ شيطان الدجى
من يقتلُ الشيطانَ نوركَ يَسفحُ
شربت جمالٌ من عيونكَ كأسَها
ثَمُلت رماحٌ والرياحُ سَتُمسَحُ
حجَّ الحسينُ وما يزالُ طوافهُ
حولَ العصورِ وبالطفوفِ يُطوّحُ
النارَ تذبحُها الخيامُ فكبّرت
أوتادُها تلكَ القيامةُ تَشرحُ
المدُّ في عينيكَ لا جزرٌ لهُ
طوفانُ نظرتِك التي إذ تفصحُ.