خجل دماء …..بقلم وليد العايش

بحياتك ورقة توت
وغصن من بستان الزيتون
وحفنة دبس ؛ رغيف خبز ؛
وعصرة ليمون ؛ عله لا يشبه
هذا الليمون !!! …
سأل النادل عن طلبي
ثم نظر إلى رصيف غائم
كان خجلاً من أن يشاهد
إنساناً يتفحص قبل أن يختار
تريثت هنيهة قبل أن أذكر طلبي
مازالت نظرات النادل معلقة
ك أيقونة بيتي الطيني ؛ فهو
مازال خجلاً … قلت وأنا أدفع بالدفتر:
( أريد عينيك ؛ أريد عينيك ) …
صعق من طلبي ولعله في لحظتها
حاول أن يستنجد برفاقه ؛ أو
فكر بالهرب ؛ أو لعله ظن بأني مجرد أهبل
تهت فدخلت إلى مكان لا يشبهني …
أمسكت يده ؛ كانت باردة ؛ ك شباط ؛
لا تخف ؛ لا تهرب ؛ لا تراود نفسك
فإني أطلب نظراتك ؛ أحببت هاتي النظرات …
بدأ الدفء يمس أطراف أصابعه ؛ تبسم
دون أن يدري ؛ ثم نظر إلي :
وما تنفعك نظراتي يا سيد ؛ إنها لا تغني
عن عطش ؛ أو جوع ؛ إنها جرداء ك رصيف
غادره الماء ؛ ك دلو ولج البئر وعاد أجوف …
سوف أحضر لك نظرات الكون ؛ وبعض الماء
ثم قفل صوب طاولة خشبية
فكتبت :
( كيف يخجل نادل من نظراتي ؛ ولا يخجل
قاتل من بحر دماء !!! ) …