خارج القطيع.. شعر : سما سامي بغدادي

خارج القطيع
………….
أتكئُ علىٰ ركنِ الليل
أمسدُ ذاكرةَ الوجد
و أصغي لهمس ِ
نجمة نسيتْ إسمَها
في كأسِ الغروب،
أنزلق كالحلمِ
في جيبِ الذكرى..
أمسحُ الغبارَ
عن أكمامِ الضوء،
و أتبعُ ظلًّا..
أفلتَ من كفِّ الحنين،
أستعيدُ..
تشكيلَ قطراتِ المطر
في ذاكرةٍ لا تنام
تبكي الصورُ من حولي
على أطيافٍ تنضح بالإفول
الرتابة تأكل الأيام
أجدل أطراف الحنين.
والضجيج..
يشهق باللامعنى
…………. …… …….
و أُدرك أني..
لا أنتمي لهذه المدنِ
المغلقة كالصناديقِ ..
الخشبيّةِ القديمة،
تطحنُ أيامَها
بأنيابِ النسيان،
وتُخزّنُ الذاكرة..
في قناني البلادة.
………………………..
أنا لا أنتمي لسماءٍ..
تخشى العناق،
ولا لأرضٍ تُكبل وهج النور
أنا من طينِ القصيدة أزهر
من جذورِ الزيتون أثور
أرتلُ صلّاةَ جبلٍ
لم يمسسْهُ دخانُ الحرب.
……………………………
ولدتُ في كفِ غيمةٍ..
أغدقت العطاء؛
ولم توقّعْ هدنةً مع أحد،
أنا أنتمي لظل شجرةٍ..
تُهدهدُ السنابلَ حين تنامُ..
على كتفِ النسيم.
أنا من أولئك الذين..
يُحبّون كالنهر،
ويموتون عطشى،
لأطياف النقاء
الذين يحملون الحرف
كجسدٍ لا يُباع،
تذروهم الموازينُ،
ويرتلهم … الصدق
أُصغي إلى الينبوع،
حين يروي حكايةَ حجرٍ
تعلّم الغناء،
وأطير مع طيورٍ..
علّقتْ أجنحتَها
فوق أغصانِ الغيم.
……………….
أنا لا أنتمي.. إلا لكلمةٍ
لم تمرّ على غربالِ الظلام ،
كلمةٍ تنبضُ بالحق
إذا نطقتها شفاهُ الصدق.
تزهر بعطر الغياب
أنتمي الى موسمِ الذكر ،
في تكية الأقدار
أنصتُ لهمسِ الشروق
إذا مسَّ وجهَ الياسمين ،
لارتجافةِ القلب؛
وهو يسلّم الشوق وصيّته الأخيرة.
…………………..
أنا لا أنتمي
لصمتٍ مريبٍ بعد الجريمة
ولالفجرٍ يُكمِّم أفواهَ الحقيقة
أنا من أولئك الذين
يرتمون على العشب،
ليسمعوا صدى الطيرِ
وهو يصلّي،
يقرؤون على ماءِ الينابيع
تراتيلَ الفجر،
سطورًا من الطُهر
و على شَفَاهِ الأرضِ
آيات السلام
………………….
لا أنتمي…
إلا لكلمةٍ
رطبةٍ بالعطاء،
كلمةٍ
لم تمرّ على غرفِ الملوك،
ولا على براقع الرياء،
كلمةٍ إن نطقتها الشفاه،
أزهرتْ فيها الحقول.
سما سامي بغدادي