كتاب وشعراء
عاملا للبناء…..بقلم طارق هاشم

حينما كنت عاملا للبناء
كانت يداها حائطا اتوكأ عليه من التعب
والأناشيد الحزينة
حينما كنت عاملا في محاجر الصلب
كانت يداها انعم من مرور ظل
على حرير شارد
حينما كنت عاملا في حقل زهور
كانت يداها زهرة تعرف مواعيد بكائي
فتقطفني دمعة اثر دمعة
حينما كنت عاملا في مكتبة
كانت هي القصة
وانا راويها الوحيد
حينما كنت حطابا في غابة
كانت هي الشجرة
تصحو حين أصبح
تعد لي الفطور
وحين تحل الشمس الحارقة
تصنع من اوراقها ظلا بحجم جسدي
كي لا افر من المحبة
حينما كنت عاملا في بلاد الثلج
كانت يداها كرة من اللهب
تطفو فوق روحي
كي تفسد كل مخططات البرودة
في ليل الغريب
كانت كلما ذهبت إلى مدن أخرى
لا تترك ظلي ممددا
دون ان تصنع ظلا بحجم المسافات
التي ساقضيها هناك
حينما كنت عاملا في البحار
كانت يداها شاطئا لايعرف الجفاء