
تعال بكل مناك أيها الفراغ أيها البعد
لتحشو ثقوب الموت
بالترثرة
أو تماهى في سقوطك
كأوراق خريف
غادرت في غفلة ساق الريح .
خمس و خمسون خريفا
ومازلت حريصا على أن أجلس وحدي
أفترش شسعا من الأحلام الباردة !.
كأس شاي بدون سكر ،وكثير من صمت خبأته عن أعين المارة!
أضع أمامي شريط ذكرياتي المبلل بالدموع..
قليل من خبز أمي..
أغانيها الحزينة وسط سعالها المجروح،
وهي تهدهد جلباب أبي
وصيتها الدافئة و الطاعنة في النواح
التي أينعت كفرحة طفلة وجدت عروسها
“عزها تعزك يا ولدي”.
فأشتهي فنجان قهوة.
وأنت تنتظرين القطار …
لا تنسي قصائدك القديمة حتى آخر ذرة من رماد الجمر !؟
أن تقفي على ساق واحدة ،ليكون الرقص جديرا بكف إله ..
ويتهادى جسمك نغمة حياة !
أن تسحبي الوقت من التقويم الحالي،
ليزهر القرنفل ..
لتشرب أعمدة الضوء ظل المسافات
واللحظات العابرة!
يمرق الحب من شقوق الحارات …
النوافذ المخضبة بالقبل…
تلويحات المساء…
من …
عينين تمطران نجوما يهتدي بها سائق القطار.
“هفهفة”
ابتكارنا الجديد !!!
هي نسمة على أربع شفاه ..
كفرت بأنعم الآلهة !…
وتركت العالم على حافة العالم !
يتدلى على كتف قلب فاقد للنبض.
هي همسة الشمس …
عطر المساء على خد المحيط؛
بساط سحري يقلنا إلى عمق لوحات بيكاسو ..
يصنفنا قوس قزح كآخر شهيدا الغرق…
كقصاصات أخبار..
في درج ملفات الموتى!
كوصايا فراشات نقعت أجنحتها في رحيق القبل…
وماتت في عناق.
وأنا أجلس وحيدا بمقهى “لادورات”
أنتظر صديقي “عبد الإله أوناغي”
أدثر طاولتي بالصمت ..
قهوتي باردة تنزف خجلا من برودة شفتاي!
تفتح أزرارها وتزيل مفاتنها من فاه الحكاية..!
صدقا ..مازلت متوعكا
وضغطي مرتفع …أو رفيع كشعرة معاوية
غادرت كابينة الطبيب ،كسحابة صيف !
الحقيقة أني عمرت طويلا ..
والأفضل أن
أنتظر الموت الذي سيجرني إلى شتاته
مع مرور الريح !!
ولأني لا أجيد الركض، سأقطف وردة
ككل صباح ..
أقدمها قربانا للحب …
و أنا أتأمل ملامح العابرين .